وابن كثير وأبو عمرو وشعبة وحمزة والكسائي يقرءونه كما يقرءون أأنذرتهم ونحوه وهشام يقرؤه بهمزة واحدة وابن ذكوان وحفص يسهلان الثانية ويقصران كما يفعل ابن كثير وورش في أحد وجهيه فمخالفة القاعدة حصلت من جهة ابن ذكوان وهشام وحفص ففيها خمس قراءات وقوله: لتسهل، أي ليسهل اللفظ بإسقاطها يقال: أسهل إذا ركب الطريق السهل.
وهمزة إذ هبتم في الأحقاف شفّعت | بأخرى كما دامت وصالا موصلا |
أخبر رحمه الله أن الهمزة في أَذْهَبْتُمْ طَيِّباتِكُمْ [الأحقاف: ٢٠] شفعت أي صارت شفعا بزيادة همزة أخرى قبلها للمشار إليهما بالكاف والدال في قوله: كما دامت، وهما ابن عامر وابن كثير فتعين للباقين القراءة بالوتر أي بهمزة واحدة وكل منهما على أصله فابن كثير يسهل الثانية من غير مد بين الهمزتين وابن عامر، يقرأ لصاحبيه كما يقرأ في أأنذرتهم ونحوه فيقرأ لهشام بالتحقيق والتسهيل كلاهما مع المد ويقرأ لابن ذكوان بالتحقيق والقصر ففيهما أربع قراءات وقوله: وصالا موصلا، أي منقولا يوصله بعض القراء إلى بعض.
وفي نون في أن كان شفّع حمزة | وشعبة أيضا والدّمشقيّ مسهّلا |
أخبر رحمه الله أن حمزة وشعبة وابن عامر قرءوا في سورة ن والقلم أَنْ كانَ ذا مالٍ
وَبَنِينَ [القلم: ١٤]، بالتشفيع أي بزيادة همزة أخرى على همزة أن كان فتعين للباقين القراءة بهمزة واحدة وحمزة وشعبة فيه على ما تقدم لهما من القراءة بتحقيق الهمزتين من غير مد بينهما ونص الدمشقي وهو ابن عامر على القراءة بالتسهيل فتقرأ لابن ذكوان بتحقيق الأولى وتسهيل الثانية من غير مد بينهما وتقرأ لهشام بتحقيق الأولى وتسهيل الثانية مع المد بينهما ففيها أربع قراءات وقد خالف ابن ذكوان أصله في التحقيق وتركه لهشام.
وفي آل عمران عن ابن كثيرهم | يشفّع أن يؤتى إلى ما تسهّلا |
أخبر رحمه الله أن ابن كثير قرأ بالتشفيع أي بزيادة همزة أخرى على همزة أن من قوله تعالى: أَنْ يُؤْتى أَحَدٌ مِثْلَ ما أُوتِيتُمْ [آل عمران: ٧٣]، فتعين للباقين القراءة بهمزة واحدة وقد نص على التسهيل لابن كثير في قوله إلى ما تسهلا فابن كثير يقرأ بتحقيق الأولى وتسهيل الثانية من غير مد بينهما