فقال بمريم يعني أَإِذا ما مِتُّ [مريم: ٦٦]، وفي حرفي الأعراف يعني أئنكم لتأتون، آئن لنا لأجرا والشعراء آئن لنا لأجرا وقوله العلا جمع صفة السور أي المتقدمة في الترتيب والنظم على ما في قوله أئنك إفكا معا فوق صادها يعني آئنك لمن المصدقين، آئفكا آلهة الموضعان في السورة التي فوق صادها. يعني والصافات، ثم قال وفي فصلت حرف
يعني آئنكم لتكفرون ثم قال وبالخلف سهلا أي جاء عن هشام في حرف فصلت وجهان أحدهما التسهيل ولم يذكر في التيسير غيره والثاني التحقيق وهو من زيادات القصيد. واعلم أن هشاما لم يسهل من المكسورة بعد المفتوحة غير حرف فصلت.
توضيح: قد تقدم في أول الباب أن نافعا رضي الله عنه وابن كثير وأبا عمرو يسهلون الثانية من هذا النوع أيضا فتعين للباقين التحقيق وإذا اجتمع التحقيق والتسهيل إلى المد بين الهمزتين وتركه كان القراء على مراتب. منهم من يسهل الثانية ويمد ما قبلها قولا واحدا وهما قالون وأبو عمرو، ومنهم من يسهل الثانية ولا يمد ما قبلها قولا واحدا وهما ورش وابن كثير، ومنهم من يحققها ولا يمد قبلها قولا واحدا وهم الكوفيون وابن ذكوان، ومنهم من يفرق بين المواضع فيقرأ ما عدا السبعة المذكورة بالمد وتركه كلاهما مع التحقيق ويقرأ في حرف فصلت بالتحقيق والتسهيل كلاهما مع إدخال المد ويقرأ في الستة المذكورة قبله في هذين البيتين بالتحقيق والمد فقط وهو هشام ثم أفرده فقال:
وآئمّة بالخلف قد مدّ وحده | وسهّل سما وصفا وفي النّجو أبدلا |
توضيح: اعلم أن في لفظ أئمة أربع قراءات لنافع وابن كثير وأبي عمرو وقراءتان التسهيل والبدل من غير مد ولهشام وجهان تحقيق الهمزتين مع المد بينهما وتركه، وللكوفيين وابن ذكوان تحقيق الهمزتين من غير مد بينهما كأحد وجهي هشام.
ومدّك قبل الضّمّ لبّى حبيبه | بخلفهما برّا وجاء ليفصلا |
وفي آل عمران رووا لهشامهم | كحفص وفي الباقي كقالون واعتلا |