صَوامِعُ [الحج: ٤٠]، وليس غيرهما، والزاي كُلَّما خَبَتْ زِدْناهُمْ [الإسراء: ٩٧]، لا غير والظاء نحو قوله تعالى: وَأَنْعامٌ حُرِّمَتْ ظُهُورُها [الأنعام:
١٣٨]، والجيم كُلَّما نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ [الحج: ٤٠] ووَجَبَتْ جُنُوبُها [الحج:
٣٦]، ليس غيرهما، والواو في ورودا فاصلة وقوله باردا عطر الطلا لم يتعلق به حكم وإنما
تمم به البيت، والسنا: الضوء، والثغر: ما تقدم من الأسنان، وزرق جمع أزرق يوصف به الماء لكثرة صفائه، والظلم ماء الأسنان، والورود الحضور والعطر الطيب الرائحة والطلاء بالمد. ما طبخ من عصير العنب وقصره ضرورة:
فإظهاره درّ نمته بدوره | وأدغم ورش ظافرا ومخولا |
وقوله: وأدغم ورش ظافرا أخبر أن ورشا أدغم في الظاء خاصة فتعين له الإظهار عند الخمسة البواقي ولم يحتج إلى الواو الفاصلة لصريح الاسم، والنمو الزيادة والظافر الفائز والمخول المملك يقال خولك الله كذا أي ملكك إياه.
وأظهر كهف وافر سيب جوده | زكيّ وفيّ عصرة ومحلّلا |
وأظهر راويه هشام لهدّمت | وفي وجبت خلف ابن ذكوان يفتلا |
توضيح: القراء في تاء التأنيث على ثلاث مراتب: منهم من أظهرها عند جميع حروفها وهم: عاصم وقالون وابن كثير، ومنهم من أدغمها في حروفها الجميع وهم أبو عمرو وحمزة والكسائي، ومنهم من أظهرها عند بعضها وأدغمها في بعضها وهما ورش وابن عامر فأما ورش فإنه أدغمها في الظاء خاصة وأظهرها عند الخمسة الباقية، وأما ابن عامر فإن الحروف المذكورة عنده على ثلاث مراتب: منها ما أظهر عنده قولا واحدا وهما السين والزاي، ومنها ما أدغم فيه قولا واحدا وهما الطاء والثاء، ومنها ما عنده فيه تفصيل وهما الصاد والجيم، فأما الصاد فإنه أدغم فيه بلا خلاف في قوله تعالى: حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ [النساء: ٩٠]، واختلف راوياه عنه في قوله تعالى: لَهُدِّمَتْ صَوامِعُ [الحج: ٤٠]، فأظهر هشام وأدغم ابن ذكوان، وأما الجيم فإنه أظهر عندها بلا خلاف في نضجت جلودهم وأما وَجَبَتْ جُنُوبُها [الحج: ٣٦]، فإنه أظهرها من رواية هشام وعنه فيها الإظهار والإدغام من رواية ابن ذكوان، وظاهر البيت ثناء على ابن عامر، أخبر الناظم عنه بأنه كهف تأوي إليه الناس وقوله: وافر سيب جوده أي زائد عطاء كرمه؛ وقوله: زكي وفيّ أي صادق الوعد عصرة أي ملجأ في وقت الشدة ومحللا أي منزله محل الضيف.