كسرت الهمزة لكسرت الراء نحو: «لكلّ امرئ»، ونحو: «أن امشوا» فإن ضمة الشين عارضة لأن الأصل «امشيوا» كما هو مقرر، ولكون ضمة الراء فى «امرئ»، وضمة الشين فى «امشوا» عارضة يبتدأ فيهما بهمزة الوصل مكسورة.
وقال بعض المحققين: إن الشرط الأول كاف وحده، ولا حاجة إلى الثانى لأنه إذا تحقق الشرط الأول أخرج «قل الرّوح»، وما أشبهه من الأمثلة السابقة لفتح همزة الوصل فيها. وأخرج «إن امرؤ. وأن امشوا» ونحوهما لكسر همزة الوصل فيهما وأشباههما. وحينئذ لا يضم الساكن الأول فى كل ما ذكر.
وممن جنح إلى الاكتفاء بالشرط الأول ولم يعرج على الشرط الثانى الإمام مكى ابن أبى طالب، حيث قال: اختلفوا فى الساكنين إذا اجتمعا من كلمتين، وكانت الألف التى تدخل على الساكن الثانى فى الابتداء تبتدأ بالضم. انتهى.
ص- والبرّ أن فارفع ولكن خفّفا | وبعد فارفع فيهما لتنصفا |
«لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ»، وأمر بتخفيف النون من «ولكن»، ورفع لفظ «البر» بعده فى الموضعين «وَلكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ، وَلكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقى»، ولا يخفى أنه يلزم مع التخفيف كسر النون فى الموضعين تخلصا من التقاء الساكنين.
ص- وفدية دع نونها ثمّ اجررا | طعام مسكين يجمع اذكرا |
مع حذف تنوين ونونه افتحا | وبا البيوت كيف جا كسر تصلحا |
وأخيرا أمرت بكسر باء لفظ «البيوت» حيث نزل، وكيف أتى فى القرآن الكريم، سواء كان محلّى بلام التعريف نحو: «وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوابِها»، أم مجردا منها، والمجرد منها تارة يكون نكرة منصوبة نحو «فَإِذا دَخَلْتُمْ بُيُوتاً»، أو مجرورة نحو «فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ»، وتارة يكون معرفة بالإضافة نحو «بيوتكم. وبيوتهنّ. وبيوت النّبيء».