عشرة مسألة، منها معنوي ست مسائل والباقي لفظي، وتلك الستة المعنوية لا تقتضي مخالفتهم لنا ولا مخالفتنا لهم.
قلت: ومطلع القصيدة التي ذكرها السبكي هي:
الوَرْدُ خَدُّك صِيغَ من إنسانِ | أم في الخُدودِ شَقائقُ النعْمانِ |
والسيفُ لحظُك سُلَّ من أجفانهِ | فسطا كمثل مُهَندٍ وسِنَانِ |
تاللَّه ما خُلقتْ لِحَاظُكَ باطلًا | وسُدًى تعالى اللَّه عن بُطْلَانِ |
هذا اعتقادُ مشايخِ الإسلامِ وَهـ | وَالدِّينُ فلْتَسْمعْ له الأذنانِ |
الأشعري عليه ينصره ولا | يألو جزاه اللهُ بالإحسانِ |
وكذاك حالته مع النعْمان لم | ينقض عليه عقائد الإيمان |
يا صاح إن عقيدة النعمان والـ | أشعري حقيقة الإتقان |
فكلاهما واللَّه صاحب سنَّةٍ | بهدى نبي اللَّه مقتديانِ |
لا ذا يُبَدِّع ذا ولا هذا وإن | تَحْسَبْ سِواه وَهِمْتَ في الحُسْبانِ |
من قال إن أبا حنيفة مبدعٌ | رأيًا فذلك قائلُ الهَذيَانِ |
أوْ ظَنَ أن الأشعري مُبدِّعٌ | فلقد أساء وباء بالخُسرانِ |
كل إمام مقتد ذو سنَّةٍ | كالسيف مسلولًا على الشيطانِ |
والخلفُ بينهما قليلٌ أَمْرُه | سهل بلا بِدْع ولا كفران |
فيما يقل من المسائل عَدُّهُ | ويهون عند تطاعُن الأقرانِ |
ولقد يئول خِلافُها إما إلى | لفظٍ كالاستثناء في الإيمانِ |
وفيما يلي نجمل المسائل التي كانت محل خلاف بين الأشاعرة والماتريدية، ثم نذكر نبذة يسيرة عن كل مسألة: مع بيان المسائل المختلف فيها لفظًا والمختلف فيها معنى.
فأما المسائل المختلف فيها لفظًا فهي:
١ - السعادة والشقاء.