وقوله - عَزَّ وَجَلَّ -: (لِيَوْمٍ عَظِيمٍ (٥) سماه: عظيما؛ لما ذكرنا من دوام عذابه ودوام عقابه.
وقوله - عَزَّ وَجَلَّ -: (يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ (٦) أي: لحكمه.
أو لحسابه.
أو لوعده ووعيده.
أو يقومون له مستسلمين خاضعين بجملتهم، وإن كان البعض منهم وجد منه الامتناع عن الاستسلام في الدنيا، فإن الظلمة ينازعونه ويدعون لأنفسهم أشياء، وينكرونها له، فأما يوم القيامة فإنهم جميعا يقرون له وينقادون لحكمه وقضائه؛ لذلك خصه بقيام الناس له.
وقوله - عَزَّ وَجَلَّ -: (كَلَّا... (٧) قال الحسن وأبو بكر: حقا؛ أي، بعثهم حق؛ فيبعثون.
وقال الزجاج: (كَلَّا): حرف ردع وتنبيه، أي: ليس الأمر على ما ظنوا: أنهم لا يبعثون؛ بل يبعثون ويجازون بأعمالهم؛ فيكون في هذا إيجاب القول بالبعث من طريق الاستدلال.
وقوله - عَزَّ وَجَلَّ -: (إِنَّ كِتَابَ الْفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ) اختلف في السجين:
فمنهم من جعله اسم موضع، وأشار إليه فقال: هو صخرة تحت الأرض السابعة يوضع كتاب الفجار تحته إلى يوم القيامة.
ولكن ليس بنا إلى معرفة ذلك الموضع حاجة؛ لأن الذين امتحنوا بجعله في ذلك الموضع قد عرفوه، وهم الملائكة.
ومنهم من زعم أنه حرف مذكور في كتب الأولين، فذكر ذلك في القرآن، فجائز أن يكون المقصود يتحقق بدون الإشارة إليه.
وجائز أن يكون السجين الموضع الذي أعد للكافر في الآخرة للعذاب، لكن أول ما يرد إليه عمله الذي أثبت في كتابه، ثم تلحق به الروح، ثم يتبعهما جسده في الآخرة على


الصفحة التالية
Icon