أفسد متاع رجل وأحرقه ناسيًا أو مخطئا؟
فإن قالوا: ذلك لازم عليه؛ قيل فكيف قلتم: إن الحديث جاء في الأحكام، وأنتم توجبون الضمان؟
وقَالَ بَعْضُهُمْ وجه الحديث عندنا: أن الأمم قبل أمتنا كانت مأخوذة بالخطأ والنسيان فيما بينها وبين ربها، فرفع اللَّه تعالى الحرج عن هذه الأمة في ذلك؛ تفضلًا منه علينا من بين الأمم، فأما الغرامات والضمانات في الأحكام التي بين الناس فهي لازمة لهم خطأ فعلوا أو عمدا، واللَّه أعلم.
وفي قوله: (قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا) دلالة النقض على المعتزلة؛ لأنهم


الصفحة التالية
Icon