لأن المَلَكَ كما ذكرنا أنه لا يفتر عن العبادة، ولا يعصي... ربه، ولا يحتاج إلى شيء من المؤنة، ومن قرأ: ملكين؛ لأن الملك يكون نافذ الأمر والنهي في مملكته، وذلك مما يرغب فيه.
أو أن يكون أراد بذلك؛ ليشغلهما عن نهي ربهما؛ حتى ينسيا ذلك فيتناولا من تلك الشجرة على ما فعلا وفيما ذكر الخلود لأنه ليس بشيء ألذ ولا أشهى من الحياة.
والأشبه أن يقال: إنه لم ينسيا نهي اللَّه إياهما عن التناول منها ولكن نسيا قوله: (فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ)؛ لذلك تناولا، ولو ذكرا قوله: (فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ) ما تناولا، واللَّه أعلم.
وقوله - عَزَّ وَجَلَّ -: (اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ... (٢٤)