ويحتمل: (لَا أَيْمَانَ لَهُمْ) أي: لا يعطي لهم العهد مبتدأً بعدما نقضوا العهد؛ لأنهم اعتادوا نقض العهد.
والثاني: قال ذلك في قوم علم اللَّه أنهم لا يؤمنون أبدًا.
وفيه لغة أخرى: (لَا إِيْمَانَ لَهُم)، بكسر الألف: (لَا إِيْمَانَ لَهُمْ) أي: لا يؤمنون أبدًا فإن كان كذلك وذلك في قوم علم اللَّه أنهم لا يؤمنون أبدًا.
وفائدة قوله: (إِنَّهُمْ لَا أَيْمَانَ لَهُمْ) تخرج على وجهين:
أحدهما: أن أهل العهد إذا نقضوا العهد ينقض ذلك، ويتركون على النقض، ويقاتلون بعد النقض، وليس كأهل الذمة إذا نقضوا الذمة لا يتركون على ذلك، ولكن يردون إلى الذمة ولا تنقض الذمة فيما بينهم.
وقال الحسن: قوله: (لَا أَيْمَانَ لَهُمْ) يقول: لا تصديق لهم.
وقوله: (لَعَلَّهُمْ يَنْتَهُونَ).
عن نقض العهد.
وقوله - عَزَّ وَجَلَّ -: (أَلَا تُقَاتِلُونَ قَوْمًا نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ وَهَمُّوا بِإِخْرَاجِ الرَّسُولِ وَهُمْ بَدَءُوكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَوْهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (١٣) أي: كيف لا تقاتلون قومًا نكثوا أيمانهم، وأيمانهم ما ذكرنا، وهو حرف الإغراء على مقاتلة من اعتقد نقض العهود والتحريش عليهم (وَهَمُّوا بِإِخْرَاجِ الرَّسُولِ).
يحتمل قوله: (وَهَمُّوا بِإِخْرَاجِ الرَّسُولِ): القتل، أي: هموا بقتله، وفي القتل


الصفحة التالية
Icon