ومن قرأ: (مُتَّكَا) مقصورًا، وهو الأترنج وطعام؛ على ما قال الحسن.
وكذلك قَالَ الْقُتَبِيُّ؛ قال: ويقال: البزماورد.
وقوله - عَزَّ وَجَلَّ -: (وَآتَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ سِكِّينًا).
أي: أعطت كل واحدة منهن سكينًا؛ ظاهر.
(وَقَالَتِ اخْرُجْ عَلَيْهِنَّ فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ).
هاهنا كلام أن كيف أطاع يوسف بالخروج على النساء بقولها إياه: (اخْرُجْ عَلَيْهِنَّ) فذلك مما لا يحل، لكنه يخرج على وجوه:
أحدها: أنه إنما يكره الدخول عليهن، والخلوة بهن، وأما الخروج عليهن فهو ليس بمكروه؛ إذ فيه الخروج منهن؛ لأنه إذا خرج عليهن كان يقدر أن يخرج منهن؛ فكأنه لما أذنت له بالخروج عليهن خرج رغبة أن يخرج من عندهن؛ إذ لم يكن ليقدر، أن يخرج من البيت عليهن بغير إذن منها؛ فالأمر بالخروج عليهن أفاد له إذنًا بالخروج من البيت؛ إذ لا سبيل له إلى الخروج منه بلا إذن له منها، فخرج عليهن ثمت من عندهن إلى غيره من المكان، وذلك مما لا يكره إذا كان مما لا سبيل إلى ما سواه.
ويشبه أن يكون منها الأمر بالخروج حسب إذا خرج ولم تقل عليهن، ولم يعلم يوسف أنها إنما تأمره بالخروج على النساء فخرج، لكن اللَّه - عَزَّ وَجَلَّ - أخبر عن مقصودها، وكان مقصودها من الأمر بالخروج خروجًا عليهن، فأخبر عن مقصودها بقوله: