قيل: أحسبت.
وقيل: قد حسبت.
ويحتمل بمعنى: بل حسبت، كقوله: (أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ)، أي: بل يقولون، فعلى ذلك قوله: (أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ).
وقد ذكرنا في غير موضع أن حرف الاستفهام من اللَّه يكون على الإيجاب والإلزام، ثم هو يخرج على وجهين:
أحدهما: على الأمر: احسب واعلم: أن أبناء الكهف والرقيم كانوا من آياتنا عجبًا.
أو ما ذكرنا: بل حسبت، وهو كذلك.
أو يقول: لا تحسبن أن أصحاب الكهف والرقيم من آياتنا عجبٌ ليس أعجب منها، بك أتاك آيات أعجب منها بكثير، واللَّه أعلم.
ثم اختلف في (وَالرَّقِيمِ) وقَالَ بَعْضُهُمْ: (وَالرَّقِيمِ): الكتاب؛ كقوله: (كِتَابٌ مَرْقُومٌ) أي: مكتوب.
وقَالَ بَعْضُهُمْ: (وَالرَّقِيمِ): الوادي الذي فيه كهفهم.
وقيل: (وَالرَّقِيمِ): اللوح الذي كتب فيه أسامي الفتية.
وقيل: (وَالرَّقِيمِ): القرية التي خرجت الفتية منها وكذلك روي عن ابن عَبَّاسٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - أنه قال: ما أدري ما الرقيم؟ لكني سألت كعبًا عنها فزعم أنها القرية التي خرجوا منها.
وقيل: (وَالرَّقِيمِ): الكلب الذي كان معهم.
قالوا أمثال ما ذكرنا، وليس بنا إلى معرفة الكهف والرقيم حاجة، إنما ذلك بلسانهم ولم يسألوا عن الكهف والرقيم، وإنما سألوا عن أصحاب الكهف والرقيم مما ينبغي لهم أن يشتغلوا به.


الصفحة التالية
Icon