بالرسل الذين يؤمنون هم بهم، لكنهم قالوا ذلك على المعاندة والمكابرة.
وقوله - عَزَّ وَجَلَّ -: (فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا).
قال أصحاب التأويل: الويل: الوعيد، واختلفوا فيه، وهو - واللَّه أعلم - الويل لكل كافر، ما من كافر إلا وله ذلك الوعيد.
وقوله - عَزَّ وَجَلَّ -: (مِنْ مَشْهَدِ يَوْمٍ عَظِيمٍ):
وصف ذلك اليوم بالعظم؛ لما فيه مجمع الأولين والآخرين، ويشهده الجن والإنس والملائكة، فهو مشهد يوم عظيم.
ويحتمل أنه وصفه بالعظم؛ لأنه هو المقصود في خلق العالم في الدنيا، فهو إنما خلقهم لأمر عظيم وهو ذلك اليوم.
وقوله - عَزَّ وَجَلَّ -: (أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ يَوْمَ يَأْتُونَنَا لَكِنِ الظَّالِمُونَ الْيَوْمَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (٣٨)
قال الحسن: يكونون سمعاء وبصراء في الآخرة، ليس على ما كانوا في الدنيا عميًا بكمًا صمًّا.
وقَالَ بَعْضُهُمْ: ما أسمعهم وما أبصرهم يوم يأتوننا.
وقَالَ بَعْضُهُمْ: لا يصح هذا؛ لأن هذا ليس على [وجه النهر والتعجب] (١)، ولكن تأويله أي: يسمعون ما قالوا ويبصرون ما عملوا.
وقَالَ بَعْضُهُمْ: (أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ) أي: (أَسْمِعْ) بحديثهم إليهم وأعلمهم (وَأَبْصِرْ) كيف نصنع بهم يوم يأتوننا، واللَّه أعلم.
وقوله - عَزَّ وَجَلَّ -: (لَكِنِ الظَّالِمُونَ الْيَوْمَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ).
أي: في حسرة بينة، أو في هلاك بين، وقد ذكرنا ذلك في غير موضع.
وقوله - عَزَّ وَجَلَّ -: (وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ وَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (٣٩)
قال عامة أهل التأويل: الحسرة: هي أن يصور الموت بصورة كبش أملح، فيذبح