معبودهم: إلهًا، أو شكرهم غير الذي صنع ذلك لهم بالعبادة له دون اللَّه تعالى.
وقوله - عَزَّ وَجَلَّ -: (وَقِيلِهِ يَا رَبِّ إِنَّ هَؤُلَاءِ قَوْمٌ لَا يُؤْمِنُونَ (٨٨) قرئ بنصب اللام وكسرها فمن قرأه بالنصب جعله مقطوعًا على قوله: (أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لَا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ) ونسمع قيله؛ أي: قوله الذي أغفلوه؛ أي: بل نسمع ذلك كله.
ومن قرأه بالكسر عطفه على قوله: (وَعِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ) أي: عنده علم الساعة وعلم قيله.
وقوله - عَزَّ وَجَلَّ -: (يَا رَبِّ إِنَّ هَؤُلَاءِ قَوْمٌ لَا يُؤْمِنُونَ) كأنه على الإضمار، أي: قيل لهم: قل: إن هَؤُلَاءِ قوم لا يصدقون.
وفيه دلالة إثبات رسالته؛ لأنه أخبر أنهم لا يؤمنون، وقد كان على ما أخبر لم يؤمنوا؛ دل أنه باللَّه عرف ذلك وعلمه.
وقوله - عَزَّ وَجَلَّ -: (فَاصْفَحْ عَنْهُمْ... (٨٩) أي: أعرض ودعهم، (وَقُلْ سَلَامٌ) أي: قل الصواب والحق (فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ) يومًا، فهو وعيد لهم.
ويحتمل أن يكون قوله: (وَقُلْ سَلَامٌ) أي: سلام عليهم، لكنه على المؤمنين، ليس على أُولَئِكَ الكفرة: (فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ) بالتاء يكون لو صرف إلى المؤمنين، وهو كقوله تعالى: (وَإِذَا جَاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِنَا فَقُلْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ)، فيكون كأنه - عز وجل - قال: فسوف تعلمون أيها المؤمنون ما ينزل بأُولَئِكَ، واللَّه أعلم.
* * *


الصفحة التالية
Icon