في هذا القرن: "بأن العلوم المادية لا تعطى إلا علما جزئيا عن الحقائق" (١)، بينما القرآن هو تلك الحقائق الإلهية العلوية، القارة، الثابتة، المنزلة من عند الله الذي وسع علمه كل شيء.
الدليل الرابع: قالوا: أن المعرفة لمعاني كتاب الله إنما تؤخذ من هذين الطريقين: من أهل التفسير الموثوق بهم من السلف، ومن اللغة التي نزل القرآن بها وهي لغة العرب (٢).
الدليل الخامس: قالوا في جوابهم عن الاستدلال بقوله تعالى: ﴿مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ﴾ (٣)، وأنه يشمل جميع العلوم: أن المراد بالكتاب في الآية: اللَّوح المحفوظ، ولم يذكر المفسرون في معناها ما يقتضى تضمنه لجميع العلوم النقلية والعقلية (٤).
الدليل السادس: أن التفسير العلمي للقرآن يحمل أصحابه والمغرمين به على التأويل المتكلف، واللهث وراء الفروض والنظريات التي لا تثبت ولا تستقر، ثم يؤدي ذلك في الوقت القريب أو البعيد إلى صراع بين العلم والدين.
الدليل السابع: قالوا: أنه ينبغي الاستفادة من النظريات العلمية دون إقحامها على القرآن الكريم أو اعتبار أن القرآن مطالب بموافقتها كلما تغيرت من زمن إلى زمن ومن تفكير إلى تفكير (٥).

(١) الإسلام يتحدى لوحيد الدين خان، تعريب: ظفر الإسلام خان، مراجعة وتحقيق: عبد الصبور شاهين، مؤسسة الرسالة، بيروت، ط١١: ٢٣.
(٢) الصواعق الشديدة على أتباع الهيئة الجديدة: ٣٨.
(٣) الأنعام: ٣٨.
(٤) انظر: تفسير الطبري: ٧/ ٢١٩، تفسير القرطبي: ٦/ ٤٢٠، تفسير ابن كثير: ٢/ ١٣٥.
(٥) انظر: مناهل العرفان في علوم القرآن: ٢/ ٢٧٥، والفلسفة القرآنية لعباس محمود العقاد، دار نهضة مصر، القاهرة: ١٠، وتفسير القرآن لمحمود شلتوت، دار الشروق، القاهرة، ط١٢: ١٣ - ١٤.


الصفحة التالية
Icon