النوع الأول: مصادر باطلة قطعاً، وما توصل إليه فهو باطل، ومن ذلك ما تحصل معرفته عن طريق التنجيم والكهانة والشعوذة ونحوها (١).
النوع الثاني: مصادر ظنية، كالرؤى والمنامات، وما عند أهل الكتاب من أخبار مما لم يأت في ديننا ما يدل على بطلانه، وكالدراسات القائمة على الاجتهاد والنظر في سنن الله الكونية.
النوع الثالث: المصدر الحق الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وهو ما جاء في كتاب الله وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم-.
وقد ورد في القرآن والسنة الإخبار عن بعض الأمور الغيبية المستقبلية (٢) التي تحدث لبعض الآيات الكونية في آخر الزمان مما يكون من علامات الساعة، وعند قيامها، مما يستحيل تفسيره مهما تقدمت العلوم وتطورت، ومهما أكتُشف من حقائق الكون (٣).
كما لا يمكن إخضاعه للتجربة، وهو أمر لا يتكرر، ولا يستطيع أحد أن يدخله في مفردات العلوم الطبيعية والكونية، وهو مما حجب الله تعالى علمه؛ لحكمة يعلمها (٤).
ولهذا لا يجوز لنا أن ندخل في هذه الأمور وتفاصيلها إلا بما جاء في الكتاب والسنة (٥).
وبعض ما يذكر من الدراسات ينبغي أن لا يجزم به وبتفاصيله لئلا يخالف المقطوع به من عدم إدراك الغيب، ويمكن الاستفادة منه وفق ضوابط شرعية (٦).
(٢) انظر: البداية والنهاية: ١٩/ ٢٨، ٢٥٥، ٢٦٩، ٣٨٠ - ٤٠٠، وقيام الساعة كما يرأها العلم الحديث لعمر بن محمود الراوي، دار وحي القلم، دمشق، ط١: ٥ - ١٠.
(٣) انظر: كبرى اليقينيات الكونية: ٣٠١، والفلك وعلاقته بالعقيدة في الكتاب والسنة لعبد الله بن محمد الأنصاري، بحث تكميلي مقدم لنيل درجة الماجستير بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة أم القرى بمكة: ٤٣٥.
(٤) انظر: مفتاح دار السعادة: ١/ ٤٢٥.
(٥) انظر: لمعة الاعتقاد الهادي إلى سبيل الرشاد: ٢١، وعالم الغيب والشهادة لعثمان جمعة ضميرية، دار السوادي، جدة، ط١: ٥٨، ١١٢.
(٦) انظر: من معالم المنهجية الإسلامية للدراسات المستقبلية: ٦٥.