السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ} (١).
وأنه سبحانه وتعالى ليس معه في ذلك شريك ولا وزير، ولا مشير ولا نظير، كما قال: ﴿قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِنْ شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُمْ مِنْ ظَهِيرٍ (٢٢) وَلَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ﴾ (٢).
ثالثاً: توحيد الأسماء والصفات:
١ - الثناء على الله:
الله -عز وجل- يثني ويمدح نفسه ويحمدها لخلقه للسماوات والأرض، قال تعالى: ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ﴾ (٣).
ولما ذكر حُكْمه في المؤمنين والكافرين وجزائهم قال: ﴿فَلِلَّهِ الْحَمْدُ رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَرَبِّ الْأَرْضِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (٣٦) وَلَهُ الْكِبْرِيَاءُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾ (٤)، فله الحمد والثناء على ربوبيته لسائر الخلائق (٥).
وعن ابن أبي أوفى -رضي الله عنه- قال: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا رفع ظهره من الركوع قال: «سمع الله لمن حمده، اللهم ربنا لك الحمد، ملء السماوات، وملء الأرض، وملء ما شئت من شيء
(٢) سبا: ٢٢ - ٢٣.
(٣) فاطر: ١.
(٤) الجاثية: ٣٦ - ٣٧.
(٥) انظر: تفسير ابن سعدي: ٧٧٨.