وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَرَبُّ الْمَشَارِقِ} (١).
وقال تعالى: ﴿قُلْ إِنَّمَا أَنَا مُنْذِرٌ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ (٦٥) رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ﴾ (٢).
وقال تعالى: ﴿فَلِلَّهِ الْحَمْدُ رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَرَبِّ الْأَرْضِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ (٣).
٥ - الصفات الفعلية الاختيارية لله (٤):
قد دلت هذه الآية الكونية على الصفات الفعلية الاختيارية المتعلقة بمشية الله، قال تعالى: ﴿هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ﴾ (٥)، وكان ذلك بعد خلق الأرض (٦).
وأخبر الله -عز وجل- أنه يمسك السماء أن تقع على الأرض، وعلق ذلك بإذنه ومشيئته، فقال تعالى: ﴿وَيُمْسِكُ السَّمَاءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ﴾ (٧) "أي لو شاء لأذن للسماء فسقطت على الأرض، فهلك من فيها، ولكن من لطفه ورحمته وقدرته يمسك السماء

(١) الصافات: ٤ - ٥.
(٢) ص: ٦٥ - ٦٦.
(٣) الجاثية: ٣٦.
(٤) الصفات الفعلية الاختيارية: هي الصفات التي"يتصف بها الرب -عز وجل- فتقوم بذاته بمشيئته وقدرته: مثل كلامه، وسمعه، وبصره، وإرادته، ومحبته، ورضاه، ورحمته، وغضبه، وسخطه، ومثل خلقه وإحسانه، وعدله ومثل استوائه، ومجيئه، وإتيانه، ونزوله، ونحو ذلك من الصفات التي نطق بها الكتاب العزيز، والسنة". مجموع الفتاوى: ٦/ ٢١٧، ١٦/ ١٣٤، وانظر: رسالة في الصفات الاختيارية ضمن جامع الرسائل: ٢/ ٣، والقول المفيد على كتاب التوحيد: ١/ ١٣٢، وشرح العقيدة الواسطية لمحمد خليل الهراس: ٥٣، والكواشف الجلية عن معاني الواسطية للشيخ عبدالعزيز السلمان، ط١٣: ١٧٤.
(٥) البقرة: ٢٩.
(٦) تفسير ابن كثير: ١/ ٢١٣، وتفسير ابن سعدي: ٤٨.
(٧) الحج: ٦٥.


الصفحة التالية
Icon