لمن يدعوه ويعطي من سائله، وهذا من رحمته -عز وجل- بعباده.
وقد جاء في الحديث أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «من اشتكى منكم شيئا أو اشتكاه أخ له فليقل: ربنا الله الذي في السماء، تقدس اسمك، أمرك في السماء والأرض كما رحمتك في السماء فاجعل رحمتك في الأرض، اغفر لنا حوبنا (١) وخطايانا، أنت رب الطيبين، أنزل رحمة من رحمتك وشفاء من شفائك على هذا الوجع (٢) فيبرأ» (٣).
٩ - صفة العلم:
أخبر الله -عز وجل- عن كمال علمه وأنه لا يخفى عليه مثقال ذرة ولو كانت في هذه السماء العظيمة، والأرض الوسيعة (٤)، فقال تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ (٥) هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الْأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾ (٥).
وقال تعالى: ﴿وَمَا يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَلَا

(١) بضم الحاء، والمراد ها هنا: الذنب الكبير كما يدل عليه قوله تعالى: {إِنَّهُ كَانَ حُوبًا كَبِيرًا، وهو الحوبة أيضا مفتوحة الحاء مع إدخال الهاء. انظر: عون المعبود: ١٠/ ٢٧٤.
﴾ (٢) بفتح الجيم أي المرض، أو بكسر الجيم أي المريض. انظر: عون المعبود: ١٠/ ٢٧٥.
(٣) سنن أبي داود، كتاب الطب، باب كيف الرقى؟: ٤٢٧ برقم (٣٨٩٢)، والنسائي في كتاب عمل اليوم والليلة، باب ما يقول من كان به أسرُ-تحقيق: فاروق حمادة، دار الكلم الطيب، دمشق، ط ١: ٥٧٩ برقم (١٠٣٥)، والحاكم في مستدركه: ١/ ٣٤٤، وقال: قد احتج الشيخان بجميع رواه هذا الحديث غير زيادة بن محمد وهو شيخ من أهل مصر قليل الحديث، وقال الذهبي - عن زيادة-: قال البخاري وغيره منكر الحديث. والحديث حسنه ابن تيمية، انظر: العقيدة الواسطية لابن تيمية بشرح محمد خليل الهراس، وتصحيح وتعليق: إسماعيل الأنصاري، دار ابن القيم، الدمام: ١١٧.
(٤) انظر: تفسير ابن كثير: ١/ ٣٥٢.
(٥) آل عمران: ٥ - ٦.


الصفحة التالية
Icon