١٠ - صفة الكلام لله -عز وجل-:
من الأدلة التي استدل بها أهل السنة في إثبات صفة الكلام لله والرد على من زعم أن المتكلم لا بد أن يكون له لسان وجوف وشفتين، أن الله -عز وجل- أخبر أن السماء تكلمت، في قوله ﴿قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ فأثبت الله -عز وجل- للسماء كلاماً. فهل يثبتون لها لسان وجوف وشفتان؟!﴾ (١).
١١ - نزول القرآن والشرائع من الله:
بين الله -عز وجل- أن هذا القرآن منزل ممن خلق الأرض والسماوات العلى، القادر على كل شيء (٢)، فقال تعالى: ﴿تَنْزِيلًا مِمَّنْ خَلَقَ الْأَرْضَ وَالسَّمَاوَاتِ الْعُلَى﴾ (٣).
فالذي أنزل هذا القرآن هو رب السماوات والأرض وخالقهما ومالكهما وما فيهما، قال تعالى: ﴿أَمْرًا مِنْ عِنْدِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ (٥) رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (٦) رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ﴾ (٤).
وقد كان أهل الكتاب يسألون النبي -صلى الله عليه وسلم- أن ينزل عليهم كتاباً من السماء، قال تعالى: ﴿يَسْأَلُكَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَنْ تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتَابًا مِنَ السَّمَاءِ﴾ (٥).
وعن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: انطلق النبي -صلى الله عليه وسلم- في طائفة من أصحابه عامدين إلى سوق
(٢) انظر: تفسير الطبري: ١٦/ ١٦٠، تفسير ابن كثير: ٥/ ٢٧٢ - ٢٧٣.
(٣) طه: ٤.
(٤) الدخان: ٥ - ٧.
(٥) النساء: ١٥٣.