وبين -صلى الله عليه وسلم- أن الذنوب ولو عظمت وبلغت السماء فإن الله -عز وجل- يغفرها ولا يبالي، ففي حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «لو أخطأتم حتى تبلغ خطاياكم السماء ثم تبتم لتاب عليكم» (١).
وبين كذلك عقوبة من تكلم بكلمة من سخط الله، وأنه ليقع منها أبعد من السماء، فعن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- يرفعه قال: «إن الرجل ليتكلم بالكلمة لا يريد بها بأسا إلا ليضحك بها القوم، وإنه ليقع منها أبعد من السماء» (٢).
الثاني عشر (*): الولاء والبراء:
قد جاء في النصوص أن السماء تبكي عند فقد المؤمن، وأن أبوابها تفتح له، أما الكافر فلا تبكي عليه، ولا تفتح له أبوابها (٣)، قال تعالى عن حال الكافرين: ﴿فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ وَمَا كَانُوا مُنْظَرِينَ﴾ (٤).
وفي حديث البراء بن عازب -رضي الله عنهما- في بيان حال روح المؤمن عند الموت، قال -صلى الله عليه وسلم-: «فيصعدون بها فلا يمرون بها على ملأ من الملائكة إلا قالوا: ما هذا الروح الطيب؟ فيقولون:
فلان بن فلان، بأحسن أسمائه التي كانوا يسمونه بها في الدنيا، حتى ينتهوا به إلى السماء الدنيا، فيستفتحون له، فيفتح له، فيشيعه من كل سماء مقربوها إلى السماء التي تليها، حتى
(٢) مسند الإمام أحمد: ١٧/ ٤١٣ برقم (١١٣٣١)، قال الهيثمي في"مجمع الزوائد" ٨/ ١٧٩: رواه أحمد، وفيه أبو إسرائيل بن خليفة، وهو ضعيف. وأصله عند البخاري، كتاب الرقاق، باب حفظ اللسان: ١٢٤٢ برقم (٦٤٧٧)، ولفظه: "إن العبد ليتكلم بالكلمة ما يتبين فيها، يزل بها في النار أبعد مما بين المشرق".
(٣) انظر: كتاب العظمة: ٥/ ١٧١٤، وتفسير البغوي: ٤/ ١١٦، وتفسير القرطبي: ١٦/ ١٣٩، وتفسير ابن كثير: ٧/ ٢٥٣.
(٤) الدخان: ٢٩.
(*) قال مُعِدُّ الكتاب للشاملة: كذا بالمطبوع، وما قبله كان الثاني عشر أيضا