العظيم" (١).
أما علماء الإسلام فيقولون أن الله خلق هذه السماوات والأرض في ستة أيام ولكنهم اختلفوا هل هذه الأيام من أيام الدنيا أو أيام الآخرة، كل يوم ألف سنة (٢).
قال الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله-: " وخلقها الله -عز وجل- في ستة أيام، والأيام أطلقها الله -عز وجل- ولم يبين أن اليوم خمسين ألف سنة، أو أقل، أو أكثر، وإذا أطلق يحمل على المعروف المعهود وهي أيامنا هذه، وقد جاء في الحديث أنها الأحد، والاثنين، والثلاثاء، والأربعاء، والخميس، والجمعة (٣)، فالجمعة منتهى خلق السماوات والأرض ومبتدئه الأحد، والسبت ليس فيه خلق لا ابتداء ولا انتهاء." (٤).
رابعاً: اعتقاد أن السماوات خلقت من غير مادة:
ومن المخالفات العقدية المتعلقة بهذه الآية الكونية القول بأن السماوات خلقت من غير مادة، وبأن مادة السماوات ليست مبتدعة، مما يلزم عليه القول بقدم العالم (٥).
قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: " فأما قول الدهرية: بأن السماوات لم تزل على ما هي عليه ولا تزال فهذا تكذيب صريح وكفر بين بما في القرآن وما اتفق عليه أهل الإيمان وعلموه بالاضطرار أن الرسل أخبروا به وكذلك قول الجهمية (٦)، أو من يقول: منهم إن

(١) اكتشاف الآلية التي يؤثر بها قرين الإنسان من الشيطان عليه: ٣٧ - ٣٨، باختصار.
(٢) انظر: تفسير الطبري: ١٠٤ - ١٠٥، وتفسير القرطبي: ٧/ ٢١٩.
(٣) صحيح مسلم، كتاب صفات المنافقين وأحكامهم، باب ابتداء الخلق وخلق آدم -عليه السلام-: ٤/ ٢١٤٩ برقم (٢٧٨٩).
(٤) تفسير القرآن الكريم- الحجرات إلى الحديد - للشيخ محمد بن عثيمين، دار الثريا، الرياض، ط ١: ٣٦٤.
(٥) انظر: جامع المسائل لابن تيمية، فصل في مؤاخذة ابن حزم في الإجماع، تحقيق: عزير شمس، دار عالم الفوائد، مكة، ط ١: ٣/ ٣٤٦ - ٣٤٧، ومنهاج السنة: ١/ ٣٦٠، ودرء التعارض: ٨/ ٢٨٧ - ٢٩٠.
(٦) الجهمية: أصحاب الجهم بن صفوان، وهو من الجبرية الخالصة، ظهرت بدعته بترمذ، وقتله مسلم بن أحوز بمرو في آخر ملك بني أمية، ينفون الأسماء والصفات ويزعمون أن الجنة والنار تبيدان وتفنيان، وأن الإيمان هو المعرفة فقط. انظر: الملل والنحل للشهرستاني، تحقيق: محمد فتح الله بدران، دار أضواء السلف، الرياض، ط١: ٣٦، والفرق بين الفرق لعبد القاهر بن قاهر البغدادي، تحقيق: إبراهيم رمضان، دار المعرفة، بيروت، ط٢: ١٩٤.


الصفحة التالية
Icon