هِيَ تَمُورُ (١٦) أَمْ أَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ (١).
وثبت في الصحيح عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال للجارية: «أين الله؟، قالت: في السماء، قال: من أنا؟ قالت: أنت رسول الله. قال: أعتقها فإنها مؤمنة» (٢).
قال مالك بن أنس -رحمه الله-: إن الله في السماء، وعلمه في كل مكان (٣).
وقيل لعبد الله بن المبارك -رحمه الله-: بماذا نعرف ربنا؟ قال: بأنه فوق سماواته على عرشه، بائن من خلقه (٤).
وقال أحمد بن حنبل -رحمه الله- كما قال هذا وهذا (٥).
وعلى هذا فالمراد بفي"إما أن تكون بمعنى «على»، كما في قوله: ﴿وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ﴾ (٦) أي على جذوع النخل، وكقوله: ﴿فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ﴾ (٧) أي عليها، فالمعنى أأمنتم من على السماء.
وإن كانت على بابها وهي الظرفية، فيكون المراد بالسماء العلو، فالله في العلو المطلق" (٨).
(٢) سبق تخريجه: ٢٠١.
(٣) كتاب السنة لعبد الله بن أحمد، تحقيق: محمد بن سعيد القحطاني، دار عالم الكتب، الرياض، ط ٤: ١٠٧، ومسائل الإمام أحمد برواية أبي داود، تحقيق: طارق عوض الله، مكتبة ابن تيمية، القاهرة، ط ١: ٣٥٣ برقم (١٦٩٩).
(٤) الرد على الجهمية لأبي سعيد عثمان الدارمي، تحقيق: بدر البدر، دار ابن الأثير، الكويت، ط ٢: ٤٧ برقم (٦٧)، والسنة لعبد الله بن الإمام أحمد: ١١١.
(٥) انظر: درء التعارض: ٢/ ٣٤.
(٦) طه: ٧١.
(٧) آل عمران: ١٣٧.
(٨) شرح العقيدة الواسطية من تقريرات الشيخ محمد بن إبراهيم، كتبها ورتبها: محمد بن عبدالرحمن بن قاسم: ٨٥، ١١١، وانظر: بيان تلبيس الجهمية: ١/ ٥٥٨، وتقريب التدمرية للشيخ محمد بن عثيمين، دار الوطن، الرياض، ط عام ١٤٢٤: ٧١.