والأرض؟» قال: قلنا الله ورسوله أعلم، قال: «بينهما مسيرة خمسمائة سنة» (١).
الحادي عشر: بعض الأدعية والأقوال المخالفة:
ومن المخالفات العقدية المتعلقة بهذه الآية الكونية -السماء- ذكر بعض الأدعية والأقوال المخالفة، منها:
١ - من ذلك الدعاء بقول: «اللهم بقدرتك التي قدرت بها أن تقول بها للسماوات والأرض ائتيا طوعًا أو كرهًا، قالتا أتينا طائعين، افعل كذا وكذا».
قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: " هذه المسألة مبنية على مسألة كلام الله، ونحو ذلك من صفاته، هل هي قديمة لازمة لذاته لا يتعلق شيء منها بفعله وبمشيئته ولا قدرته؟ أو يقال: إنه يتكلم إذا شاء ويسكت إذا شاء، وإنها مع ذلك صفات فعليه؟ وهذا فيه قولان لأصحابنا وغيرهم من أهل السنة." (٢)
ثم بين -رحمه الله- أن هذا القول هو مذهب الكلابية (٣)، أما أهل السنة فلا يقال عندهم

(١) مسند الإمام أحمد: ٣/ ٢٩٢ برقم (١٧٧٠)، وسنن أبي داود في كتاب السنة، باب في الجهمية: ٥١٤ - ٥١٥ برقم (٤٧٢٣)، والترمذي، كتاب تفسير القرآن، باب ومن سورة الحاقة: ٥٢٦ برقم (٣٣٢٠) وقال: هذا حديث حسن غريب، والحاكم في المستدرك: ٢/ ٢٨٨، ٤١٢، ٥٠٠، ٥٠١، وقال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وقال في موضع آخر: هذا صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه، ورواه غيرهم. انظر: مجموع الفتاوى: ٣/ ١٩١ - ١٩٢، وتهذيب السنن لابن القيم، تحقيق: محمد حامد الفقي، دار المعرفة، بيروت: ٧/ ٩٤، وتفسير ابن كثير: ٤/ ٤٢٩، وتخريج أحاديث منتقدة في كتاب التوحيد لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب لفريح بن صالح البهلال، دار الأثر، ط ١: ١٤٠ - ١٤٥.
(٢) مجموع الفتاوى: ٨/ ٣٨٤.
(٣) الكلابية: من الفرق الكلامية، ظهرت نهاية القرن الثاني، وهم أتباع عبدالله بن سعيد بن كلاَّب وهم ينفون الصفات ويقولون أن الإيمان المعرفة بالقلب والإقرار باللسان.
انظر: كتاب أصول الدين لأبي منصور عبدالقاهر البغدادي، دار صادر، بيروت، ط١: ٢٤٩، ومجموع الفتاوى: ١٢/ ١٧٨، ومختصر الصواعق المرسلة: ٢/ ٤٢٦، ٤٥٠، وسير أعلام النبلاء: ٥/ ٧٧، والفصل في الملل والنحل: ٥/ ٧٧، والملل والنحل ١١/ ٩٣.


الصفحة التالية
Icon