ثم دعوت بدعائك الثالث فقيل: دعاء مكروب.
فسألت الله عز وجل أن يوليني قتله.
قال أنس: فاعلم أنه من توضأ وصلى أربع ركعات ودعا بهذا الدعاء استجيب له مكروبا كان أم غير مكروب» (١).
٣ - عدالة السماء:
قال الشيخ بكر أبو زيد (٢) -رحمه الله-: " هذا تعبير حادث في عصرنا، يريدون به: عدل الله - سبحانه - على معنى: ﴿وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا﴾ (٣).
فالمراد إن كان كما ذكر فهو حق، والتعبير غير سديد، بل هو قريب من إطلاقات الكلاميين التي لم يأت بها كتاب ولا سنة، كما في قولهم: "قوة خفية" فليجتنب (٤).
وسئل الشيخ بن عثيمين -رحمه الله- عن حكم مقولة: "عدالة السماء، ونور السماء" وما أشبه ذلك؟:
فأجاب: "هم يريدون بنور السماء وهداية السماء نور الله -عز وجل-؛ لأنه في السماء، ولكن الأفضل أن يعدلوا عن هذه الكلمات، وأن يقولوا: نور الله وهداية الله، كما قال النبي عليه الصلاة والسلام: «إلا كان الذي في السماء ساخطاً عليها» (٥)، قال: «كان الذي في
(٢) هو بكر بن عبد الله أبو زيد، كان رئيساً للمجمع الفقه الإسلامي، وعضو هيئة كبار العلماء بالمملكة، وعضو اللجنة الدائمة للإفتاء، وله مشاركة في التأليف في: الحديث والفقه واللغة والمعارف العامة، منها: المدخل المفصل إلى فقه الإمام أحمد بن حنبل، والحدود والتعزيرات، والجناية على النفس وما دونها، وغيرها. توفي عام ١٤٢٩.
انظر: مقدمة فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء: ١/ ١٥.
(٣) الكهف: ٤٩.
(٤) معجم المناهي للشيخ بكر أبو زيد، دار العاصمة، الرياض، ط٣: ٣٨٣.
(٥) صحيح مسلم، كتاب النكاح، باب تحريم امتناعها من فراش زوجها: ٢/ ١٠٥٩ برقم (١٤٣٦).