أخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- أن الفتنة من حيث يطلع قرن الشيطان أو قرن الشمس، فعن عبد الله ابن عمر -رضي الله عنهما- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قام إلى جنب المنبر فقال: «الفتنة ها هنا، الفتنة ها هنا، من حيث يطلع قرن الشيطان (١) أو قال قرن الشمس» (٢).
"وكان -صلى الله عليه وسلم- يحذر من ذلك، ويعلم به قبل وقوعه، وذلك من دلالات نبوته -صلى الله عليه وسلم- " (٣).
وقد حبست الشمس لنبي من الأنبياء، وهو يوشع بن نون عليه السلام فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «غزا نبي من الأنبياء، فقال لقومه: لا يتبعني رجل ملك بضع امرأة، وهو يريد أن يبني بها، ولا أحد بنى بيوتا ولم يرفع سقوفها، ولا أحد اشترى غنما أو خلِفات، وهو ينتظر ولادها، فغزا، فدنا من القرية صلاة العصر أو قريبا من ذلك، فقال للشمس: إنك مأمورة وأنا مأمور، اللهم احبسها علينا، فحبست حتى فتح الله عليه» (٤)،"وحبس الشمس على هذا النبي من أعظم معجزاته، وأخص كراماته" (٥).
سادساً: الإيمان باليوم الآخر:
ذكر الله -عز وجل- في سورة الرعد تفصيل بعض آياته - ومنها الشمس احتجاجاً بها على المعاد ولقاء الله- فقال: {اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ وَسَخَّرَ
(٢) صحيح البخاري، كتاب الفتن، باب قول النبي -صلى الله عليه وسلم- " الفتنة من قبل المشرق": ١٣٥٥ برقم (٧٠٩٢).
(٣) عمدة القاري شرح صحيح البخاري: ٢٤/ ١٩٩.
(٤) صحيح البخاري، كتاب الغنائم، باب قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: " أحلت لكم الغنائم": ٥٩٧ برقم (٣١٢٤).
(٥) فتح الباري: ٦/ ٢٢٣، وانظر: تفسير القرطبي: ٦/ ١٣١.