المستحق للعبادة، والذي يجب أن يفرد بالعبادة كما أنه المتفرد بالخلق والتسخير.
قال تعالى: ﴿وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ﴾ (١)، وقال تعالى: ﴿أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى وَأَنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (٢٩) ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ﴾ (٢).
١ - بعض أنواع العبادات القلبية:
أ- الاستعاذة بالله:
قال تعالى: ﴿قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (١) مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ (٢) وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ﴾ (٣)، والغاسق: القمر، وإذا وقب: أي دخل في الخسوف، وأخذ الغيبوبة وأظلم، أو دخل في الظلمة (٤).
وقد أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- بالاستعاذة من القمر إذا وقب، فعن عائشة -رضي الله عنها- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- نظر إلى القمر فقال: «يا عائشة، تعوذي بالله من شر هذا، فإن هذا هو الغاسق إذا وقب» (٥).
ب- اليقين والإخلاص:
إن رؤية الآيات الكونية - ومنها القمر- والتفكر فيها يزيد القلب يقيناً وإيماناً، قال تعالى: ﴿وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ﴾ (٦)،
(٢) لقمان: ٢٩ - ٣٠.
(٣) الفلق: ١ - ٣.
(٤) انظر: تفسير الطبري: ٣٠/ ٤٣٠، وتفسير البغوي: ٤/ ٧٢٥، وتفسير ابن كثير: ٨/ ٥٣٥.
(٥) سنن الترمذي: كتاب تفسير القرآن، باب ومن سورة المعوذتين: ٥٣٣ برقم (٣٣٦٦)، والمسند: ٤٣/ ٨ برقم (٢٥٨٠٢)، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وانظر: السلسلة الصحيحة: ١/ ٧١٤ برقم (٣٧٢).
(٦) الأنعام: ٧٥.