للتعامل مع الآيات الكونية ضوابط شرعية يجب الالتزام بها، منها:
١ - الإيمان بجميع ما جاء في القرآن والسنة عن الآيات الكونية مما شهدناه أو غاب عنا، وسواء في ذلك ما عقلناه وجهلناه ولم نطلع على حقيقة معناه مما صح به النقل (١)، وإن خالف نظريات العلم الظنية (٢).
قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: " إن علم الدين طلباً وخبراً لا ينال إلا من جهة الرسول -صلى الله عليه وسلم-، وأما العلم بالكونيات فأسبابه متعددة، وما اختص به الرسل وورثتهم أفضل مما شركهم فيه بقية الناس" (٣).
وقال الشيخ الألباني (٤) -رحمه الله- - في تعليقه على حديث الذباب الذي رواه البخاري في صحيحه (٥) بعد أن بين ثبوته، ورد على من طعن في راوي الحديث أبي هريرة -رضي الله عنه- -: " فهذا هو التحقيق العلمي يثبت أنه بريء من كل ذلك وأن الطاعن فيه هو الحقيق بالطعن فيه؛ لأنهم رموا صحابيا بالبهت، وردوا حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لمجرد عدم انطباقه على عقولهم المريضة!
ونحن بصفتنا مؤمنين بصحة الحديث وأن النبي -صلى الله عليه وسلم- | {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (٣) إِنْ هُوَ |
(٢) الدين والعلم، وهل ينافي الدين العلم؟ لمصطفى الغلاييني، المكتبة العصرية، بيروت: ٣٢.
(٣) مجموع الفتاوى: ١١/ ٣٢٧.
(٤) هو محمد ناصر الدين الألباني، من الأعلام البارزين وله عناية بالحديث، وله مصنفات كثيرة، منها: السلسلة الصحيحة والسلسة الضعيفة، وصحيح وضعيف السنن الأربعة، والتوسل وغيرها من الكتب، توفي عام ١٤٢٠.
انظر: كتاب علماء ومفكرون عرفتهم لمحمد المجذوب، دار الشواف، الرياض، ط٤: ١/ ٢٨٧، وكتاب حياة الألباني وآثاره وثناء العلماء عليه لمحمد بن إبراهيم الشيباني، من منشورات مركز المخطوطات والتراث والوثائق، الكويت، وكتاب الإمام المجدد والعلامة المحدث محمد ناصر الدين الألباني لعمر أبو بكر، دار بيت الأفكار الدولية، عمّان.
(٥) كتاب بدء الخلق، باب إذا وقع الذباب في شراب أحدكم فليغمسه فإن في إحدى جناحيه داء وفي الأخرى شفاء: ٦٣٣ برقم (٣٣٢٠).