المخالفات العقدية المتعلقة بهذه الآية الكونية - الجبال-:
أولاً: من المخالفات العقدية المتعلقة بهذه الآية الكونية - الجبال - التحريف لمعنى محبة الجبل للنبي -صلى الله عليه وسلم-، فقد أخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- عن جبل أحد بقوله: «هذا جبل يحبنا ونحبه» (١).
فقيل المراد بذلك: يحبنا أهله، وقيل: نحن نحبه ونستبشر برؤيته، فلو كان هو ممن يعقل لأحبنا على سبيل مطابقة الكلام ومجانسة الألفاظ، وقيل: يحتمل أن يكون المعنى: أن محبتنا له محبة من يعتقد أنه يحبنا، وقيل: أن تكون المحبة هنا عبارة عن الانتفاع بمن يحبنا في الحماية والنصرة (٢).
والصحيح أن"محبته حقيقية كما يسبح كل شيء حقيقة؛ ولكن لا يفهم ذلك الناس وغير نكير أن يصنع الله محبة رسوله في الجماد وفيما لا يعقل كعقل الآدميين، كما وضع الله خشيته في الحجارة فأخبر في محكم كتابه بأن منها ما يهبط من خشية الله... ومثل هذا كثير قال الله تعالى: ﴿وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ﴾ (٣) " (٤).

(١) صحيح مسلم، كتاب الحج، باب أحد جبل يحبنا ونحبه: ٢/ ١٠١١ برقم (١٣٩٢).
(٢) انظر هذه الأقوال في: الأسماء والصفات للبيهقي: ٢/ ٢٨١، وإكمال المعلم بفوائد صحيح مسلم: ٤/ ٤٨٥، والاستذكار: ٢٥/ ٣٤.
(٣) الإسراء: ٤٤
(٤) الاستذكار ٢٥/ ٣٥، وانظر: شرح النووي على مسلم: ٩/ ١٤٠، وأضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن: ٨/ ١٠.


الصفحة التالية
Icon