لأنه المقصود من الاستدلال بأفانين الدلائل على دقيق صنع الله تعالى" (١) الذي يستلزم إفراد الله بالعبادة لأن القادر على ذلك هو الله وحده.
١ - القسم:
يقسم الله بمخلوقاته مما هو من آياته الدالة على ربوبيته ووحدانيته (٢)، ويقسم بها على أن القيامة واقعة، ومن ذلك القسم بالبحر، قال تعالى: ﴿وَالطُّورِ (١) وَكِتَابٍ مَسْطُورٍ (٢) فِي رَقٍّ مَنْشُورٍ (٣) وَالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ (٤) وَالسَّقْفِ الْمَرْفُوعِ (٥) وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ (٦) إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ﴾ (٣).
فالله سبحانه وتعالى يقسم بهذه الخلائق العظيمة على أمر عظيم، وهو وقوع العذاب على الكافرين (٤).
"ومناسبة القسم به -أي البحر- أنه به أهلك فرعون وقومه حين دخله موسى وبنو إسرائيل فلحق بهم فرعون (٥).
رابعاً: الإيمان بالرسل:
من الإيمان بالرسل الإيمان بالآيات التي أيد الله بها رسله، ومن تلك الآيات الآية التي أظهرها الله -عز وجل- لموسى -عليه السلام- وقومه حينما أمره بضرب البحر بعصاه فانفلق فكان كالطود العظيم فنجى الله موسى وقومه وأغرق فرعون وقومه (٦)، قال تعالى: {فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ

(١) التحرير والتنوير: ٢٢/ ٢٧٩.
(٢) انظر: مفتاح دار السعادة: ١/ ٣١٤، وإمعان في أقسام القرآن: ٩/ ٤١.
(٣) الطور: ١ - ٧.
(٤) انظر: زاد المسير ٨/ ٤٧.
(٥) التحرير والتنوير: ٢٧/ ٣٩.
(٦) انظر: تفسير ابن كثير: ٦/ ١٤٥، وتفسير السعدي: ٥٩٢، والتحرير والتنوير: ١/ ٤٩٤.


الصفحة التالية
Icon