وَمِنْ كُلٍّ تَأْكُلُونَ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُونَ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى الْفُلْكَ فِيهِ مَوَاخِرَ لِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} (١).
وهذا التفاوت دليل عقلي على مشيئة الله تعالى التي خصصت ما خصصت منها بطعمه، فهذا عذاب فرات وهذا ملح أجاج، وقدرة الله وحكمته ورحمته، وسعة علمه (٢).
سابعاً: مسائل على الإيمان:
تكفير السيئات:
في بيان النبي -صلى الله عليه وسلم- تكفير الأعمال الصالحة -ومنها التهليل والتكبير والتحميد والتسبيح- للسيئات أخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- أن هذه الخطايا تُكفّر وإن كانت مثل زبد البحر (٣)، وهذا كناية عن المبالغة في الكثرة (٤).
عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «من قال سبحان الله وبحمده في يوم مائة مرة حطت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر» (٥).
وعنه -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «من سبح الله في دبر كل صلاة ثلاثا وثلاثين، وحمد الله ثلاثا وثلاثين، وكبر الله ثلاثا وثلاثين، فتلك تسعة وتسعون، وقال تمام المائة لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير - غفرت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر» (٦).
(٢) انظر: تفسير السعدي: ٦٨٨، التحرير والتنوير: ٢٢/ ٢٧٩.
(٣) وهو ما يعلو على وجه البحر. فيض القدير: ٦/ ١٤٧.
(٤) فتح الباري: ١١/ ٢٠٦، ٢/ ١٢، فيض القدير ٦/ ١٩٠.
(٥) صحيح البخاري: كتاب الدعوات، باب فضل التهليل: ١٢٢٩، برقم (٦٤٠٥).
(٦) صحيح مسلم، كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب استحباب الذكر بعد الصلاة وبيان صفة: ١/ ٤١٨ برقم (٥٩٧).