أن الرؤيا الصالحة جزء من ستة وأربعين جزءاً من النبوة؛ ولذا قال -صلى الله عليه وسلم-: «الرؤيا الصالحة يراها الرجل الصالح أو ترى له جزء من ست وأربعين جزءاً من النبوة» (١).
فالرؤيا الصالحة من المبشرات وفيها إشعار للمؤمن بخير سيقع ليغتنمه أو شر ليحذر منه (٢).
سابعاً: الإيمان باليوم الآخر:
من الإيمان باليوم الآخر الإيمان بجميع ما أخبر الله به أو أخبرت به رسله -عليهم الصلاة والسلام- من البعث والجزاء، وقد بين الله -عز وجل- - من الأدلة على ذلك وعلى صدق ما جاءت به الرسل أنه سبحانه جعل النوم سباتاً أي راحة للأبدان (٣)، قال تعالى: ﴿أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَادًا (٦) وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا (٧) وَخَلَقْنَاكُمْ أَزْوَاجًا (٨) وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتًا (٩) وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا (١٠) وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشًا (١١) وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعًا شِدَادًا (١٢) وَجَعَلْنَا سِرَاجًا وَهَّاجًا (١٣) وَأَنْزَلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ مَاءً ثَجَّاجًا (١٤) لِنُخْرِجَ بِهِ حَبًّا وَنَبَاتًا (١٥) وَجَنَّاتٍ أَلْفَافًا (١٦) إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كَانَ مِيقَاتًا﴾ (٤).
"فالمساء والصيرورة إلى النوم بمنزلة الموت والمصير إلى الله، ولهذا جعل الله سبحانه في النوم والانتباه بعده دليلا على البعث والنشور لأن النوم أخو الموت والانتباه نشور وحياة" (٥).
ومما يتعلق أيضاً بهذه الآية الكونية من أمور الآخرة: "أن الجنة لا نوم فيها بإجماع
(٢) انظر: فتح الباري: ١٢/ ٣٦٣، وشرح النووي على مسلم: ٧/ ٤٥١، والرؤى عند أهل السنة والجماعة والمخالفين لسهل بن رفاع العتيبي، كنوز أشبيليا، الرياض، ط١: ٢٢٦.
(٣) انظر: تفسير القرطبي: ١٩/ ١٧١.
(٤) النبأ: ٦ - ١٧
(٥) حاشية ابن القيم على سنن أبي داود: ١٣/ ٤٠٧، وانظر: تفسير السعدي: ٩٠٦.