البصرة، فإن أنت مررت بها أو دخلتها، فإياك وسباخها وكلأها ونخيلها وسوقها وباب أمرائها، وعليك بضواحيها، فإنه يكون بها خسف وقذف ورجف، وقوم يبيتون ويصبحون قردة وخنازير» (١).
الخسف بأهل البدع:
عن عبدالله بن عمر -رضي الله عنهما- قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «إنه سيكون في هذه الأمة أو في أمتي - الشك منه- خسف أو مسخ أو قذف في أهل القدر» (٢).
كما جاء في الحديث الخسف بالجيش الذي يغزو الكعبة
وعن عائشة -رضي الله عنها-؛ قالت: قال: رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «يغزو جيش الكعبة، فإذا كانوا ببيداء من الأرض؛ يخسف بأولهم وآخرهم». قالت: قلت: يا رسول الله! كيف يخسف بأولهم وآخرهم وفيهم أسواقهم ومن ليس منهم؟.
قال: «يخسف بأولهم وآخرهم، ثم يبعثون على نياتهم» (٣).
ولفظ مسلم: قالت عائشة -رضي الله عنها-: «عبث (٤) رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في منامه، فقلنا: يا رسول الله! صنعت شيئًا في منامك لم تكن تفعله! فقال: «العجب أن أناسًا من أمتي يؤمون بالبيت برجل من قريش، قد لجأ بالبيت، حتى إذا كانوا بالبيداء؛ خسف بهم». فقلنا: يا رسول الله! إن الطريق قد يجمع الناس؟ قال: «نعم؛ فيهم المستبصر، والمجبور، وابن السبيل؛ يهلكون مهلكًا واحدًا، ويصدرون مصادر شتى؛ يبعثهم الله على نياتهم» (٥).
(٢) سنن الترمذي، كتاب القدر، باب ١٦: ٣٥٨، برقم (٢١٥٢)، وقال: هذا حديث حسن صحيح غريب، وحسنه الألباني. انظر: صحيح سنن الترمذي: ٢/ ٢٢٨.
(٣) صحيح البخاري، كتاب البيوع، باب ما ذكر في الأسواق: ٣٩٩، برقم (٢١١٨).
(٤) عبث: هو بكسر الباء. معناه اضطراب بجسمه. انظر: شرح النووي على مسلم: ١٨/ ٦.
(٥) صحيح مسلم، كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب الخسف بالجيش الذي يؤم البيت: ٤/ ٢٢١٠ برقم (٣٨٨٤).