يسأله، فقال ابن عباس -رضي الله عنهما-: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إن الله قد أمدَّه لرؤيته، فإن أغمي عليكم فأكملوا العدة» (١).
قال القاضي عياض (٢) -رحمه الله-: " قال بعضهم: الوجه أن يكون أمدَّه بالتشديد من الإمداد، ومدَّه من الامتداد. قال القاضي: والصواب عندي بقاء الرواية على وجهها، ومعناه أطال مدته إلى الرؤية... يقال منه مدَّ وأمدَّ. قال الله تعالى: ﴿وَإِخْوَانُهُمْ يَمُدُّونَهُمْ فِي الْغَيِّ﴾ (٣)، قرئ بالوجهين أي يطيلون لهم. قال: وقد يكون أمده من المدة التي جعلت له. قال صاحب الأفعال: أمددتك أي أعطيتكها، أو يكون من الإمداد وهي الزيادة في الشيء من غيره.
فهؤلاء الرهط، أبو البختري ومن معه لما استنكروا كِبَرَ جرم الهلال، ورأوا أنه أكبر من أن يكون ابن ليلة، لعلوِّه وضخامته، بيَّن لهم ابن عباس -رضي الله عنهما- أنه ابن ليلة، وألاَّ عبرة بكبره، معللاً بأن الله هو الذي مدَّه ليروه" (٤).

(١) صحيح مسلم، كتاب الصيام، باب بيان أن لا اعتبار بكبر الهلال وصغره وأن الله تعالى أمده للرؤية: ٢/ ٧٦٥ برقم (١٠٨٨)..
(٢) هو عياض بن موسى بن عياض اليحصبي المشهور بالقاضي، من علماء المالكية، من مؤلفاته: إكمال المعلم بفوائد مسلم، والشفا في حقوق المصطفى، وترتيب المدارك وغيرها، توفي سنة ٥٤٤.
انظر: سير أعلام النبلاء: ٢٠/ ٢١٢، وشذرات الذهب: ٤/ ١٣٨.
(٣) الأعراف: ٢٠٢.
(٤) إكمال المعلم بفوائد مسلم: ٤/ ٢٣، وشرح النووي على مسلم: ٧/ ١٩٨.


الصفحة التالية
Icon