الله، وجلس وهو غضبان: يا أيها الناس اتقوا الله، من علم منكم شيئا فليقل بما يعلم، ومن لم يعلم فليقل: الله أعلم، فإنه أعلم لأحدكم أن يقول لما لا يعلم: الله أعلم، فإن الله -عز وجل- قال لنبيه -صلى الله عليه وسلم-: ﴿قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ﴾ (١)، إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لما رأى من الناس إدبارا قال لهم: «اللهم سبع كسبع يوسف»، قال: فأخذتهم سنة حصت كل شيء حتى أكلوا الجلود والميتة من الجوع، وينظر إلى السماء أحدهم فيرى كهيئة الدخان» (٢).
٢ - وذهب كثير من العلماء إلى أن الدخان هو من الآيات المنتظرة التي لم تأت بعد، وسيقع قرب يوم القيامة.
وقد رجح الحافظ ابن كثير -رحمه الله- هذا القول مستدلا بالأحاديث التي سبق ذكرها عند الاستدلال على هذه الآية (آية الدخان).
قال ابن كثير -رحمه الله- بعد ذكر الأدلة وقول ابن عباس -رضي الله عنه- في أن الدخان من الآيات المنتظرة"وهكذا قول من وافقه من الصحابة والتابعين -رضي الله عنهم-، مع الأحاديث المرفوعة من الصحاح والحسان وغيرها التي أوردوها مما فيه مقنع ودلالة ظاهرة على أن الدخان من الآيات المنتظرة، مع أنه ظاهر القرآن، قال الله تبارك وتعالى: ﴿فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ أي بين واضح، يراه كل أحد، وعلى ما فسر به ابن مسعود -رضي الله عنه- إنما هو خيال رأوه في أعينهم من شدة الجوع والجهد، وهكذا قوله تعالى: {يَغْشَى النَّاسَ، وقوله تعالى: {هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ أي يقال لهم ذلك تقريعا وتوبيخا"﴾ (٣).
أما النظرة العلمية المعاصرة فيقول الدكتور زغلول النجار -حفظه الله- عن الإشارات العلمية والحقائق التاريخية في سورة الدخان: "الإشارة إلى دخان السماء الذي يصل إلى الأرض في صورة من صور العقاب الإلهي، أو كواحدة من العلامات الكبرى للساعة، ونحن نرى اليوم نجوم السماء تتخلق من دخان السماء، ثم تنفجر بعد انتهاء أجلها لتعود إلى دخان السماء.
(٢) صحيح مسلم، كتاب صفات المنافقين وأحكامهم، باب الدخان: ٤/ ٢١٥٥، برقم (٢٧٩٨).
(٣) تفسير ابن كثير: ٧/ ٢٤٩، وانظر: البداية والنهاية: ١٩/ ٢٦٥.