المبحث الأول: الآيات الكونية السماوية
وعد الله سبحانه وتعالى بأن يجعل للكون نهاية، كما خلقه سبحانه فإنه سوف ينهيه ويطويه، قال تعالى: ﴿كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ﴾ (١)، ومن الآيات الكونية السماوية التي وردت في النصوص: السماوات، والشمس، والنجوم، والكواكب.
١ - السماوات:
أخبر الله -عز وجل- أن هذه السماوات على ارتفاعها النائي، وسمكها العظيم، وعددها الكثير، وجمالها الباهر، تأتي ساعة من الساعات ويكون في ذلك خرابها وزوالها في يوم القيامة.
قال الله تعالى: ﴿يَوْمَ تَمُورُ السَّمَاءُ مَوْرًا﴾ (٢)، يوم القيامة تتحرك السموات لأمر الله تعالى فيموج بعضها في بعض، ثم تنشق على عظمها وسمكها وارتفاعها، قال تعالى: ﴿إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ (١) وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ﴾ (٣).
وهي عندما تنشق يكون لها لون وشكل، قال تعالى: ﴿فَإِذَا انْشَقَّتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهَانِ﴾ (٤)، قال ابن كثير -رحمه الله-: " أي تذوب كما يذوب الدردي (٥)، والفضة في السبك، وتتلون كما تتلون الأصباغ التي يدهن بها. فتارة حمراء وصفراء وزرقاء وخضراء وذلك من شدة الأمر وهول يوم القيامة العظيم" (٦).
(٢) الطور: ٩.
(٣) الانشقاق: ١ - ٢.
(٤) الرحمن: ٣٧.
(٥) دردي الزيت وغيره: ما يبقى في أسفله. لسان العرب: ٢/ ١٣٥٥.
(٦) تفسير ابن كثير: ٧/ ٤٩٨.