عليه" (١).
ثم ذكر صاحب موسوعة الإعجاز العلمي التفسير العلمي لطي السماء فقال: "إن عملية انكماش الكون وانهياره على نفسه هذا الانهيار الهائل إلى نقطة بدايته لهو أقرب تفسير يستطيع العلم أن يقدمه حالياً لطي الكون أو طي السماء إلى ما كانت عليه في بداية الخلق، ومع ذلك فهناك بعض الملاحظات التي يجب أن نأخذها في الاعتبار:
الأولى: التعبير العلمي أو الإنساني لعملية الانكماش الذي يتبعه انهيار هائل هو انعكاس لما يراه أو يتصوره الإنسان في هذا الحدث الهائل من قوة وعنف تفوق مقدراته وطاقاته بل وخياله...
ومن ناحية أخرى نرى في التعبير القرآني لطي السماء أو الكون هدوء يعكس مقدرة الخالق المقتدر، الذي يصدر منه هذا الحديث، فنهاية الكون كله بالنسبة إليه ليست بأكثر من عمل سهل هين نقوم به نحن كل يوم، ألا وهو طي بعض الصحف ليس فيه عناء على الخالق كما لا يسبب طي الصحف أي عناء لنا.
الثانية: إذا كان انتهاء الكون حسب التفسير العلمي بانكماشه ثم انهياره يساعدنا في فهم الآية الكريمة وفي تفسير طي السماء الآن وإعادة الكون إلى ما بدأ منه، بل الأكثر من ذلك نجد فيه اتفاقاً كبيراً مع النص القرآني، فليس معنى ذلك أن هذا هو التفسير الوحيد للآية الكريمة، فالطي الإلهي للكون ممكن أن يتخذ صورة نموذج الانكماش والانهيار، وممكن أن يتم بصورة أخرى قد نعلمها وقد لا نعلمها" (٢).
أما كيف يكون المهل؟
فإن المهل سائل لزج حار، يتكون من الحجارة وما فيها من المعادن، ويخرج من الأرض متدفقاً في الهواء أو منسكباً فوق الأرض وله دورة خاصة لحياته فقد ينشط مع البراكين وقد

(١) موسوعة الإعجاز العلمي، ليوسف الحاج: ٤٠١ - ٤٠٢.
(٢) المرجع السابق: ٤٠٢ - ٤٠٣.


الصفحة التالية
Icon