٢ - الجبال:
أخبر الله تبارك وتعالى أن الأرض الثابتة، وما عليها من جبال صم راسية تُحمل في يوم القيامة عندما ينفخ في الصور فتدك دكة واحدة: ﴿فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ نَفْخَةٌ وَاحِدَةٌ (١٣) وَحُمِلَتِ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَةً (١٤) فَيَوْمَئِذٍ وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ﴾ (١).
وقال الله تعالى: ﴿وَيَوْمَ نُسَيِّرُ الْجِبَالَ وَتَرَى الْأَرْضَ بَارِزَةً﴾ (٢).
فأول ما يجري للكائنات عند زلزلة الأرض هو ذهاب الجبال لأنها هي الرواسي للأرض كما أخبر الله تعالى عن هذا بقوله: ﴿أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَادًا (٦) وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا﴾ (٣)، وقوله تعالى: ﴿وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا﴾ (٤).
فيزيل الله الجبال من أماكنها ويذهبها سبحانه وتعالى، قال تعالى: ﴿وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنْسِفُهَا رَبِّي نَسْفًا (١٠٥) فَيَذَرُهَا قَاعًا صَفْصَفًا (١٠٦) لَا تَرَى فِيهَا عِوَجًا وَلَا أَمْتًا﴾ (٥).
وقال تعالى: ﴿وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ﴾ (٦)، فتراها كأنها ثابتة، باقية على ما كانت عليه وهي تمر مر السحاب، أي تزول عن أماكنها (٧).
قال تعالى: ﴿وَتَسِيرُ الْجِبَالُ سَيْرًا﴾ (٨)، فتزال الجبال عن أماكنها وذلك بصيرورتها
(٢) الكهف: ٤٧.
(٣) النبأ: ٦ - ٧.
(٤) النازعات: ٣٢.
(٥) طه: ١٠٥ - ١٠٧.
(٦) النمل: ٨٨.
(٧) انظر: تفسير القرطبي: ١٣/ ٢٤٢، وتفسير السعدي: ٦١٠.
(٨) الطور: ١٠.