وقوله: ﴿وَآيَةً مِنْكَ﴾ أي دليلا تنصبه على قدرتك على الأشياء، وعلى إجابتك دعوتي، فيصدقوني فيما أبلغه عنك" (١).
سادساً: سرد الآيات الكونية والإشارة إلى الاعتبار بها.
فقراءة الآيات التي تتحدث عن إثبات ربوبية الله وألوهيته، وتؤيد ذلك بالأدلة العقلية، وتؤكده بسرد الآيات الكونية مما يزيد الثبات والإيمان، ويدفع الوسوسة والشكوك والأوهام.
ولذلك يرشد الله تعالى إلى الاعتبار بما في الآفاق والأنفس من الآيات المشاهدة كخلق السماوات والأرض وما فيهما، وأن كل ذلك دال على حدوثها، وعلى وجود خالقها وحكمته (٢)، قال تعالى: ﴿أَوَلَمْ يَرَوْا كَيْفَ يُبْدِئُ اللَّهُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ﴾ (٣)، وقال تعالى: ﴿أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ﴾ (٤). ولما سمع هذه الآية جبير بن مطعم -رضي الله عنه- قبل إسلامه وما تضمنته من بليغ الحجة، قال: كاد قلبي أن يطير (٥)، وذلك أول ما وقر الإيمان في قلبه -رضي الله عنه- (٦).
(٢) انظر: مجموع الفتاوى: ٣/ ٣٣١ - ٣٣٢، وتفسير ابن كثير: ٣/ ٤١٩، ونظم الدرر في تناسب الآيات والسور لأبي الحسن إبراهيم البقاعي، تحقيق: محمد بن عمران الأعظمي، مكتبة ابن تيمية، القاهرة، ط١، مصورة عن طبعة دائرة المعارف العثمانية: ١٨/ ٦٤، ٢٠/ ٢٢٣، ٢٣١.
(٣) العنكبوت: ١٩.
(٤) الطور: ٣٥.
(٥) صحيح البخاري، كتاب التفسير، سورة الطور: ٩٥٤ برقم (٤٨٥٤).
(٦) صحيح البخاري، كتاب المغازي، باب شهود الملائكة بدراً: ٧٦٢ برقم (٤٠٢٣).