المطلب الأول: الهدي القرآني تجاه الآيات الكونية
إن تناول القرآن لحقائق الكون ومشاهده، ودعوته إلى النظر في ملكوت السماوات والأرض والأنفس، لا يُراد منه إلا مخاطبة العقول والفطر البشرية، وتوجيه عامة الناس وخاصتهم إلى مكان العظة والعبرة، ولفتهم إلى آيات قدرة الله وحكمته ودلائل وحدانيته، من جهة ما لهذه الآيات والمشاهد من روعة في النفس وجلال في القلب، لا من جهة ما لها من دقائق النظريات وضوابط القوانين (١).
فالآيات الكونية التي يتحدث عنها القرآن الكريم تتميز بأنها حقائق ضخمة، وخلق عظيم، لا يقدر قدرها إلا الذي أبدعها وخلقها سبحانه وبحمده، وقد أراد الله تعالى أن تكون تلك الآيات الكونية شواهد حق على صدق القرآن الكريم، وبراهين صدق على
المبلغ له.
ولهذا نجد أن للقرآن الكريم الهدي الواضح تجاه هذه الآيات الكونية، ويمكن تقسيم ذلك إلى ثلاثة أقسام رئيسة (٢):

(١) انظر: الموافقات لأبي إسحاق إبراهيم بن موسى الشاطبي، تحقيق: مشهور حسن آل سلمان، دار ابن القيم، الدمام، ط١: ٢/ ١٠١ وما بعدها، والتفسير والمفسرون: ٢/ ٤٩٣.
(٢) انظر: سمات الآيات الكونية الواردة في القرآن الكريم: ١.


الصفحة التالية
Icon