وعلى أن القرآن الكريم حق وصدق ومنزل من عند الله قال تعالى: ﴿فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ (٧٥) وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ (٧٦) إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ (٧٧) فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ (٧٨) لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ (٧٩) تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ (١).
وعلى أن محمداً -صلى الله عليه وسلم- صادق القول وأن كلامه وحي من الله، قال تعالى: ﴿وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى (١) مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى (٢) وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (٣) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى﴾ (٢).
والقسم بهذه الآيات الكونية على نمط جلي واضح، وهو القسم بالظاهرة وأحوالها المنتظمة الدالة على عظمة خالقها، ومشيئته وحكمته ليفرد بالتأله والعبادة كما أفرد بالربوبية، ومن ذلك قسمه سبحانه بالليل في جميع أحواله قال تعالى: ﴿وَاللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ﴾ (٣)، وقال تعالى: ﴿وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ﴾ (٤)، وقال تعالى: ﴿وَاللَّيْلِ وَمَا وَسَقَ﴾ (٥)، وقال تعالى: ﴿وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ﴾ (٦)، وقال تعالى: ﴿وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى﴾ (٧)، وقال تعالى: ﴿وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى﴾ (٨).
تاسعاً: ضرب الأمثال بها للتوضيح والتقريب"بتنزيل المعقول منزلة المشهود فيكون
(٢) النجم: ١ - ٤.
(٣) المدثر: ٣٣.
(٤) التكوير: ١٧.
(٥) الانشقاق: ١٧.
(٦) الفجر: ٤.
(٧) الليل: ١.
(٨) الضحى: ٢.