التيسير في أحاديث التفسير

محمد المكي الناصري (ت: 1414هـ )

التيسير في أحاديث التفسير
المؤلف محمد المكي الناصري (ت: 1414هـ )
الناشر دار الغرب الإسلامي، بيروت - لبنان
الطبعة الأولى
سنة النشر 1405
عدد الأجزاء 6
التصنيف التفسير
اللغة العربية
عن الكتاب:

أصل الكتاب، هو البرنامج التفسيري «التيسير في أحاديث التفسير» للشيخ المكي الناصري- الذي كان أول بثه في الإذاعة أيام الستينات- وقد حاز قصب السبق إلى هذا اللون من التفسير (التفسير الإذاعي)، حيث أطبقت شهرته الآفاق، وتعلقت به قلوب الناس من المغرب وخارجه أيما تعلق، لصبغته التربوية وطابعه الإصلاحي البارز.
لقد أُسس هذا اللون التفسيري من خلال كتابنا هذا «التيسير في أحاديث التفسير» بالمغرب تم تلاه في السودان «تفسير القرآن» لعبد الله الطيب، و «تفسير القرآن الكريم» للدكتور فضل حسن عباس في الأردن، ثم برنامج «على هامش التلاوة» للدكتور محمد السعدي فرهود في مصر، و «التفسير الوسيط» لوهبة الزحيلي في سوريا... هؤلاء الرواد الأوائل لهذا اللون من التفسير، أما اليوم- بحمد الله- فقد كثر هذا اللون مع ما يسره الله تعالى من انتشار وسائل الاتصال السمعية والسمعية البصرية؛ فرأينا التفسير التلفزي أيضا، ومن أشهر هذه البرامج التفسيرية التلفزية: «بصائر من القرآن» للدكتور أحمد عبادي على القناة المغربية الأولى، و «في ظلال آية» للدكتور أحمد نوفل على قناة الفجر الفضائية وغيرها...
لقد صحب محمد المكي الناصري - رحمه تعالى - القرآن الكريم منذ عهد مبكر، ومارس التفسير واقعيا في العديد من المساجد بالمحمدية وتطوان والبيضاء خلال عشرينيات وثلاثينيات القرن الماضي، مما أهله لتفسير القرآن عبر الإذاعة بذلك الأسلوب الشيق الفريد، قال: «كانت هذه الدروس العامة التي احتككت فيها بالشعب المؤمن احتكاكا يوميا مباشرا فرصة للتأكيد من جديد، بما يحدثه كتاب الله من تعبئة روحية وتأثير عميق، وانقلاب سريع في نفوس المؤمنين... فكتاب الله هو الذي أحيا من لمسلمين الموات».
ثم أعد هذا التفسير للإذاعة الوطنية عندما أسندت إليه حصة التفسير الصباحية أيام الستينات الميلادية، قال واصفا شعوره في ذلك الموقف: «وذات يوم من أسعد أيام الستينات تلقيت دعوة ملحة من الإذاعة الوطنية بالمغرب للقيام بأحاديث يومية في تفسير القرآن لفائدة المواطنين والمواطنات، وكافة المؤمنين والمؤمنات، وذلك برواية ورش عن نافع التي هي القراءة المتبعة عند المغاربة منذ عدة قرون، فوجدت هذه الدعوة النبيلة هوى في النفس وحنينا في القلب، واستجابة روحية كاملة، لكني أحسست في نفس الوقت بثقل المسؤولية وصعوبة التكليف».
وقد قسم هذا التفسير إلى حلقات كل واحدة منها تشمل ربع حزب من القرآن، ليكون عدد حلقات «التيسير في أحاديث التفسير» مائتي وأربعين حلقة، جُعل لكل حلقة تمهيد يتطرق فيه الشيخ لمضمون الربع أو موضوعه العام، ثم يعرض للسياق الذي ورد فيه وارتباطه بما قبله من القرآن، بأسلوب شيق وسهل، مبرزا أوجه التناسب بين الآيات، فإذا تعلق الأمر ببداية السورة تكلم عن تسميتها، وقد احترز من المصطلحات العلمية والفقهية التي يمكن أن تعيق عملية التواصل والفهم على عامة الناس، ولأن بعض التفاسير قد تكون حجبا لمعاني الآيات لما حشيت به من آثار وأخبار واهية أو موضوعة قد تفسد على الناس فهم كتاب الله، فقد كان في غاية التحري في صحة الروايات والالتزام بالصحيح من المنقول، وممن حاول إبراز أهم ملامح شخصيته كمفسر الدكتور عبد الرزاق هرماس في مقال بعنوان: «الشيخ المكي الناصري مفسرا»، نشر بمجلة الإحياء، ع١٣ سنة ١٤١٩هـ.
(منهج الشيخ المكي الناصري في تفسيره)
يمكن تلخيص المنهج المتبع في هذا التفسير في النقط الآتية:
١ - استهلال التفسير بالشرح اللغوي لبعض المفردات المستعملة في الآيات المراد تفسيرها، لهذا قال في تمهيد التفسير: «أدرج ما يصلح أن يكون شرحا لبعض المفردات المستعملة في تلك الآيات، إعانة للسامع على الفهم».
٢ - افتراض وحدة موضوعية للآيات المدروسة.
٣ - العناية بأوجه التناسب بين الآيات.
٤ - استعمال منهج «التفسير الموضوعي» بإيراد الآيات القرآنية الواردة في نفس موضوع الآية المفسرة، وقد عبر عن ذلك بقوله: «مقارنة الآيات القرآنية الواردة في كل موضوع موضوع، وكل ميدان ميدان، فكتاب الله من بدايته إلى نهايته كتاب واحد يفسر بعضه بعضا، ويكمل بعضه بعضا، وهو بمجموعه، وبكافة صوره يكون «وحدة» متلاحمة لا تقبل التناقض ولا تعرف الاختلاف».
٥ـ- اعتماد السنة النبوية في بيان معاني القرآن، مع تجنب الأخبار الواهية والروايات الموضوعة والآراء التي لا تسند إلى دليل معتبر، ولذلك كانت تسمية التفسير في البداية «النهج القويم في تفسير الذكر الحكيم».
٦ - الاحتراز من المصطلحات العلمية والفقهية، والإضراب عن ذكر الخلافات المذهبية.
٧ - استخلاص محور السورة مما يسلمه للقول بمحور عام يجمع بين سور الربع.
(أهم خصائص التيسير في أحاديث التفسير)
١ - لا يسلك بالمستمعين دروب لغوية صعبة، وإنما يعتمد أسلوبا ميسرا في بيان معاني القرآن، ولذلك سمى تفسيره «التيسير في أحاديث التفسير»، لقوله تعالى: ﴿ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مذكر﴾.
٢ - حضور الطابع الدعوي والتربوي والهم الإصلاحي، بالانطلاق من التفسير لإصلاح النفوس وتهذيبها وتثقيف الشعب وإصلاح تدين العباد.
٣ - عدم الاستطراد في ذكر النظريات العلمية والقواعد التي تؤسس لعلم من العلوم أو فن من الفنون، بما يخرج التفسير عن غرضه الأصلي، حتى تحولت بعض التفاسير إلى ميدان للسجال الفكري، وتعداد أنواع العلوم وسرد غرائبها.
٤ - الإيجاز وتجنب الإطناب.
٥ - الاهتمام بالقضايا الواقعية، وبهموم الناس المعاشة.
٦ - الوقوف عند النصوص دون إعمال للتأويل خصوصا في بعض النصوص التي لا مجال للرأي فيها.

Search

Icon