على قول أبي عبيدة (١) (٢)، وظرفٌ على قول غيره. والسجودُ: ميلُ القامة إلى الأرض. قال حُمَيْد (٣) (٤):

فُضُولَ أَزمَّتها أَسجَدت سجود النصارى لأربابها
وفي الشرع عبارة عن: وضع الجبهة على الأرض تواضعًا لله تعالى وخضوع بين يديه. منهىٌّ عنه لغير الله، وكان غير منهيٍّ عنه في القديم تحيةً للانبياء أو بعضهم- عليهم السلام - كما في قصة آدم وقصة يُوسُف ﴿وَخَرُّوا لَهُ سُجَّدًا﴾ (٥).
﴿فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ﴾ قيل: استثناء منقطع لأن إبليسَ لم يكن مِنَ الملائكة (٦)
= لابد للجار من التعلقِ بفعل أومعناه نحو مرتقي
نكتة بلاغية: وهي الالتفات من الغيبة إلى التكلم.
(١) أبو عبيدة معمر بن المثنى التيمي مولاهم البصري النحوي صاحب التصانيف، ولد سنة عشر ومائة، قال ابن قتيبة: كان الغريب وأيام العرب أغلب عليه، وكان يبغض العرب وألَّف في مثالبهم كتبًا، وكان يرى رأي الخوارج. توفي سنة تسع ومائتين. قال الذهبي: كان من بحور العلم، ومع ذلك فلم يكن بالماهر بكتاب الله ولا العارف بسنَّة رسول الله - ﷺ -، ولا البصير بالفقه، وله نظر في المنطق والفلسفة.
[تاريخ خليفة (١٩ - ٢٠)؛ تاريخ بغداد (١٣/ ٢٥٢)؛ معجم الأدباء (٩/ ١٥٤)؛ السير (٩/ ٤٤٥)؛ وفيات الاْعيان (٥/ ٢٣٥)].
(٢) أبو عبيدة معمر بن المثنى، وقوله في "مجاز القرآن" (١/ ٣٦).
(٣) حميد بن ثور بن حزن بن عمرو الهلالي أبو المثنى. ذكره الحافظ ابن حجر في الصحابة، وأنه حين أسلم أتى النبي - ﷺ - فقال:
أصبح قلبي من سُلَيْمَى مُقْصِدًا إن خطأ منها وإن تَعَمَّدا
حتى أتيتُ المصطفى محمدًا يتلو من الله كتابًا مُرْشِدا
وساق ابن شاهين الأبيات كلها. وكان أحد الشعراء الفصحاء، وعاش إلى خلافة عثمان. [الإصابة (٢/ ٢٨٩)].
(٤) انظر ديوان حميد بن ثور الهلالي (٩٦) وفي هذا البيت يصف مجموعة من النساء ومعناه: لما ارتحلن ولوين فضول أَزِمَّةِ جمالهنَّ على معاصمهنَّ أسجدت لهنَّ.
(٥) سورة يوسف: ١٠٠.
(٦) الأصل أن إبليس من الجن بصريح دلالة هذه الآية ﴿إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ﴾ ولذا صح عن الحسن البصري فيما ذكره ابن كثير وصحح إسناده (١/ ١٤٠) =


الصفحة التالية
Icon