على قول أبي عبيدة (١) (٢)، وظرفٌ على قول غيره. والسجودُ: ميلُ القامة إلى الأرض. قال حُمَيْد (٣) (٤):
| فُضُولَ أَزمَّتها أَسجَدت | سجود النصارى لأربابها |
﴿فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ﴾ قيل: استثناء منقطع لأن إبليسَ لم يكن مِنَ الملائكة (٦)
| = لابد للجار من التعلقِ | بفعل أومعناه نحو مرتقي |
(١) أبو عبيدة معمر بن المثنى التيمي مولاهم البصري النحوي صاحب التصانيف، ولد سنة عشر ومائة، قال ابن قتيبة: كان الغريب وأيام العرب أغلب عليه، وكان يبغض العرب وألَّف في مثالبهم كتبًا، وكان يرى رأي الخوارج. توفي سنة تسع ومائتين. قال الذهبي: كان من بحور العلم، ومع ذلك فلم يكن بالماهر بكتاب الله ولا العارف بسنَّة رسول الله - ﷺ -، ولا البصير بالفقه، وله نظر في المنطق والفلسفة.
[تاريخ خليفة (١٩ - ٢٠)؛ تاريخ بغداد (١٣/ ٢٥٢)؛ معجم الأدباء (٩/ ١٥٤)؛ السير (٩/ ٤٤٥)؛ وفيات الاْعيان (٥/ ٢٣٥)].
(٢) أبو عبيدة معمر بن المثنى، وقوله في "مجاز القرآن" (١/ ٣٦).
(٣) حميد بن ثور بن حزن بن عمرو الهلالي أبو المثنى. ذكره الحافظ ابن حجر في الصحابة، وأنه حين أسلم أتى النبي - ﷺ - فقال:
| أصبح قلبي من سُلَيْمَى مُقْصِدًا | إن خطأ منها وإن تَعَمَّدا |
| حتى أتيتُ المصطفى محمدًا | يتلو من الله كتابًا مُرْشِدا |
(٤) انظر ديوان حميد بن ثور الهلالي (٩٦) وفي هذا البيت يصف مجموعة من النساء ومعناه: لما ارتحلن ولوين فضول أَزِمَّةِ جمالهنَّ على معاصمهنَّ أسجدت لهنَّ.
(٥) سورة يوسف: ١٠٠.
(٦) الأصل أن إبليس من الجن بصريح دلالة هذه الآية ﴿إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ﴾ ولذا صح عن الحسن البصري فيما ذكره ابن كثير وصحح إسناده (١/ ١٤٠) =