ويعتمدون عليه من الذرية والعشيرة والأتباع (١). وفرعون: اسم (٢) لأي ملك من ملوك العمالقة (٣)، كقيصر في الروم وخاقان في الترك. واسم المراد هاهنا: الواجد بن مصعب (٤). ﴿يَسُومُونَكُمْ﴾ يُوْلُونَكُم (٥)، وقيل: يعذبونكم، وإن جعلتَ: ﴿يَسُومُونَكُمْ﴾ في موضع حال يجوز معناه سائمين إياكم (٦). ﴿سُوءَ الْعَذَابِ﴾ أي: أسوأ العذاب وأشد العذاب ﴿يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ﴾ قطعًا لنسلكم. والأقرب أنه ابتداء كلام، ألا ترى أنه قال في موضع آخر: ﴿يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ﴾ (٧) وقيل: تفسير العذاب (٨). وإنّما قال: ﴿يُذَبِّحُونَ﴾ على التكثير. وأصل الذبح الشق.
(١) الآل هنا بمعنى الأتباع بدليل قوله تعالى: ﴿وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ﴾ [البقرة: ٥٠] وقال تعالى: ﴿أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ﴾ [غافر: ٤٦] فالمراد به أتباعه سواء كانوا من أهل بيته أو غيرهم إذ أن فرعون منقطع نسله ولا عصبة له - فيما حكاه أئمة التفسير عنه. وكذلك يقال في آل محمَّد - ﷺ - إنهم أتباعه كما في صحيح مسلم عن عمرو بن العاص مرفوعًا: "ألا إن آل أبي ليسوا لي بأولياء إنما وَليِّي الله وصالح المؤمنين".
(٢) (اسم) ليست في (أ).
(٣) فرعون خاص في عمالقة مصر، كما أن قيصر خاص في عمالقة الروم، وكسرى خاص في عمالقة الفرس، وتُبَّع خاص في عمالقة اليمن، والنجاشي خاص في عمالقة الحبشة.
(٤) أي اسم فرعون هو - الوليد بن مصعب بن الريَّان - ذكره الطبري في تفسيره (٢/ ٣٨) وحكاه عن محمَّد بن إسحاق.
(٥) في النسخ (يلومونكم) وأظن أن هذا تبديل حروف.
(٦) وذهب الأخفش إلى أنه في موضع رفع على الابتداء أي أنها استئنافية. وذكر المؤلف أن معنى ﴿يَسُومُونَكُمْ﴾ يولونكم وهو تفسير أبي عبيدة فيما نقله القرطبي عنه (٢/ ٢٦١) يقال: سامه خطة خسْفٍ إذا أولاه إياها؛ ومنه قول عمرو بن كلثوم:
(٧) سورة إبراهيم: ٦.
(٨) الأصل أن العطف يقتضي المغايرة بمعنى أن المعطوف هو غير المعطوف عليه فعلى هذا لا وجه لمن جعل ﴿يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ﴾ معطوفة على ﴿يَسُومُونَكُمْ﴾ بدليل الآية الأخرى التي فيها واو العطف، فالراجح ما رجحه المؤلف أنها ابتدائية وليست تفسيرية كما ذهب إليه الفراء.
[زاد المسير لابن الجوزي ١/ ٧٨].
(٢) (اسم) ليست في (أ).
(٣) فرعون خاص في عمالقة مصر، كما أن قيصر خاص في عمالقة الروم، وكسرى خاص في عمالقة الفرس، وتُبَّع خاص في عمالقة اليمن، والنجاشي خاص في عمالقة الحبشة.
(٤) أي اسم فرعون هو - الوليد بن مصعب بن الريَّان - ذكره الطبري في تفسيره (٢/ ٣٨) وحكاه عن محمَّد بن إسحاق.
(٥) في النسخ (يلومونكم) وأظن أن هذا تبديل حروف.
(٦) وذهب الأخفش إلى أنه في موضع رفع على الابتداء أي أنها استئنافية. وذكر المؤلف أن معنى ﴿يَسُومُونَكُمْ﴾ يولونكم وهو تفسير أبي عبيدة فيما نقله القرطبي عنه (٢/ ٢٦١) يقال: سامه خطة خسْفٍ إذا أولاه إياها؛ ومنه قول عمرو بن كلثوم:
إذا ما المَلْكُ سامَ الناسَ خَسْفًا | أبَيْنَا أَنْ نُقِرَّ الخَسْفَ فينا |
(٨) الأصل أن العطف يقتضي المغايرة بمعنى أن المعطوف هو غير المعطوف عليه فعلى هذا لا وجه لمن جعل ﴿يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ﴾ معطوفة على ﴿يَسُومُونَكُمْ﴾ بدليل الآية الأخرى التي فيها واو العطف، فالراجح ما رجحه المؤلف أنها ابتدائية وليست تفسيرية كما ذهب إليه الفراء.
[زاد المسير لابن الجوزي ١/ ٧٨].