و ﴿حِطَّةٌ﴾ لفظةٌ تَعَبَّدَهُم الله تعالى بالتلفُّظِ بها، ومعناها: لا إله إلا الله (١)، ورُفعت ليكن منك حطةٌ لذنوبنا، أو فقلنا: هذا حطة لذنوبنا (٢). مأخوذ من حَطَّ يحطُّ، أي: وضع.
والغُفران: ستر الذنوب، وقيل: إلباس الغَفْر (٣). وخطايا: جمع خَطِيَّة كهدِيَّة وهدايا ومَطِيَّة ومطايا، وأصله: خطايء بكسر كقلائل وطرائق، فلما (٤) اجتمعت الهمزتان قُلبت الثانيةُ ياء (٥) ثم فتحت الياء الأولى طلبًا
= أما لفظة العثنون فلم أجدها في الحديث، والحديث أخرجه الحاكم في مستدركه (٤/ ٣١٧) عن أنس بن مالك مرفوعًا بلفظ: "إن النبي - ﷺ - دخل مكة وذقنه على رحله متخشعًا" وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم ووافقه الذهبي.
(١) معنى ﴿حِطَّةٌ﴾ مغفرة ويحط الله عنكم خطاياكم، وهذا تفسير ابن عباس - رضي الله عنهما -، وإليه ذهب الربيع وعطاء وغيرهما، وأما تفسير "حطة" بمعنى: لا إله إلا الله، فهو مروي عن عكرمة، فيما رواه ابن جرير عنهم. وعند التحقيق يمكننا أن نقول: إن الحِطَّة في الأصل إنزال الشيء من العلو، وحط الذنب: إسقاطه، وفي الجملة تجتمع الأقوال على أنهم أمروا أن يقولوا قولًا دالًّا على التوبة والندم بأي عبارة كانت. ومن قال إن "حطة" بمعنى التوبة أنشد قول الشاعر:
(٢) قوله تعالى: ﴿حِطَّةٌ﴾ قُرىء بالرفع وقرِىءَ بالنصب، فالرفع على أنه خبر لمبتدأ محذوف، أي: مسألتنا حِطَّة أو أمرك حِطَّة، قال الزمخشري: الأصل النصب، بمعنى حُطَّ عنا ذنوبنا حِطَّةً وإنما رفعت لتعطي معنى الثبات، كقول الشاعر:
والأصل صبرًا عليَّ، اصبرْ صبرًا، فجعله من باب "سلام عليكم" وتكون الجملة في محل نصب بالقول. وتبع الزمخشري ابن عطية فجعلها في محل نصب بالقول وإنما منع النصب حركةُ الحكاية. وقال النحاس: الرفع أولى. وقرأ ابن أبي عبلة "حطةً" بالنصب، وفيها وجهان:
أحدهما: أنها مصدر نائب عن الفعل نحو: ضربًا زيدًا.
والثاني: منصوبة بالقول، وهو رأي الزمخشري كما تقدم.
[الكشاف (١/ ٢٨٣) - الكتاب (١/ ١٦٢) - ابن عطية (١/ ٢٨٥) - الدر المصون (١/ ٧٤)].
(٣) أصل الغفر: السِّتر والتغطية، وكل شيء سترته فقد غفرته. ومنه المغفر: وهو ما يضعه الرجل على رأسه فتبلغ الدرع ثم تلبس البيضة فوقها [تهذيب اللغة (٨/ ٥. ١٠) "غفر"].
(٤) في "ن": (قد).
(٥) (الياء) من "أ".
(١) معنى ﴿حِطَّةٌ﴾ مغفرة ويحط الله عنكم خطاياكم، وهذا تفسير ابن عباس - رضي الله عنهما -، وإليه ذهب الربيع وعطاء وغيرهما، وأما تفسير "حطة" بمعنى: لا إله إلا الله، فهو مروي عن عكرمة، فيما رواه ابن جرير عنهم. وعند التحقيق يمكننا أن نقول: إن الحِطَّة في الأصل إنزال الشيء من العلو، وحط الذنب: إسقاطه، وفي الجملة تجتمع الأقوال على أنهم أمروا أن يقولوا قولًا دالًّا على التوبة والندم بأي عبارة كانت. ومن قال إن "حطة" بمعنى التوبة أنشد قول الشاعر:
فاز بالحِطَّةِ التي جعل اللهُ | بها ذنبَ عبدِهِ مَغفورا |
شَكَا إليَّ جَمَلِي طولَ السُّرَى | صَبْرٌ جميلٌ فكلانا مُبْتَلَى |
أحدهما: أنها مصدر نائب عن الفعل نحو: ضربًا زيدًا.
والثاني: منصوبة بالقول، وهو رأي الزمخشري كما تقدم.
[الكشاف (١/ ٢٨٣) - الكتاب (١/ ١٦٢) - ابن عطية (١/ ٢٨٥) - الدر المصون (١/ ٧٤)].
(٣) أصل الغفر: السِّتر والتغطية، وكل شيء سترته فقد غفرته. ومنه المغفر: وهو ما يضعه الرجل على رأسه فتبلغ الدرع ثم تلبس البيضة فوقها [تهذيب اللغة (٨/ ٥. ١٠) "غفر"].
(٤) في "ن": (قد).
(٥) (الياء) من "أ".