لتخصيصه معنى. ﴿قِرَدَةً﴾ واحد قرد كالفيل والفِيَلة، وهو ضرب من الوحوش يأتلف كالدب، وتسمى الأنثى قشة. والأمة الممسوخة لا تتناسل عند أكثرهم لأنهم لم يعيشوا فوق ثلاث. وقيل: إن هذه القردة منهم، ويجوز تناسل الممسوخ وبقاؤه (١)، وقد روي أن النبي - ﷺ - تحرَّج عن أكل الضب (٢).
وقال: "إن أمةً من بني إسرائيل مسخت دواب في الأرض ولا أدري أي الدواب هي" (٣).
﴿خَاسِئِينَ﴾ متباعدين على الذلِّ والصِّغار، تقديره: خاسئين قردة (٤) وإلا يقال: قردة خاسئة، لكن التقديم والتأخير لوفق رؤوس الآي.
(١) اختلف العلماء في الممسوخ هل يَنْسُل على قولين؛ قال الزجاج: قال قوم: يجوز أن تكون هذه القردة منهم، واختاره القاضي أبو بكر بن العربي، وقال الجمهور: الممسوخ لا يَنْسُل وإن القردة والخنازير وغيرهما كانت قبل ذلك، والذين مسخهم الله قد هلكوا ولم يبقَ لهم نسل، لأنه قد أصابهم السخط والعذاب. قال ابن عباس - رضي الله عنهما -: لم يعش مسخ قط فوق ثلاثة أيام، ولم يأكل ولم يشرب. وذكر ابن عطية أنه روي عن النبي - ﷺ - ذلك، وصَحَّحَ القرطبي هذا القول واعترض كلام ابن العربي وردَّ جميع ما استدلَّ به وقال: لا حجة في شيء منه. وقد ردَّ الطبري قول مجاهد حين قال إنهم لم يمسخوا وبيَّن بطلان هذا القول مؤكدًا حقيقة المسخ الذي أنزله الله في بني إسرائيل فجعل منهم القردة والخنازير.
[القرطبي (١/ ٤٤٠) - الطبري (٢/ ٦٦)].
(٢) في "أ": (الندب) وهو خطأ.
(٣) الحديث رواه أبو داود (٣٧٨٩)، والنسائي (٧/ ٢٢٦)، وابن ماجه (٣٢٣٨) والحديث صحيح.
(٤) في إعراب ﴿قِرَدَةً خَاسِئِينَ﴾ أربعة أوجه:
الوجه الأول: أن يكونا خبرين بناء على أن الخبر لا يتعدد، قاله الزمخشري وجعلهما خبرًا واحدًا فهو من باب "هذا حلو حامض".
الوجه الثاني: أن يكون "خاسئين" نعتًا لقردة، قاله أبو البقاء العكبري.
الوجه الثالث: أن يكونا حالًا من اسم "كونوا" والعامل فيه "كونوا".
الوجه الرابع: أن يكون حالًا من الضمير المستكن في "قردة" لأنه في معنى المشتق.
[الكشاف (١/ ٢٨٦) - الإملاء (١/ ٤٢) - الدر المصون (١/ ٤١٤)].
[القرطبي (١/ ٤٤٠) - الطبري (٢/ ٦٦)].
(٢) في "أ": (الندب) وهو خطأ.
(٣) الحديث رواه أبو داود (٣٧٨٩)، والنسائي (٧/ ٢٢٦)، وابن ماجه (٣٢٣٨) والحديث صحيح.
(٤) في إعراب ﴿قِرَدَةً خَاسِئِينَ﴾ أربعة أوجه:
الوجه الأول: أن يكونا خبرين بناء على أن الخبر لا يتعدد، قاله الزمخشري وجعلهما خبرًا واحدًا فهو من باب "هذا حلو حامض".
الوجه الثاني: أن يكون "خاسئين" نعتًا لقردة، قاله أبو البقاء العكبري.
الوجه الثالث: أن يكونا حالًا من اسم "كونوا" والعامل فيه "كونوا".
الوجه الرابع: أن يكون حالًا من الضمير المستكن في "قردة" لأنه في معنى المشتق.
[الكشاف (١/ ٢٨٦) - الإملاء (١/ ٤٢) - الدر المصون (١/ ٤١٤)].