وأعرب (١). وعن أبي سعيد الخدري (٢) عن النبي - عليه السلام -: "إنَّ الويلَ وادٍ في جهنم يهوي الكافر أربعين خريفًا لا يصل إلى قعره" (٣). وعن ابن عباس وأبي عياض (٤) (٥): الويل: صهريج في النار، والصهريج كالحوض، وإنما أكد الكتابة باليد لأنَّه أراد به (٦) كتابتهم أشياء من تلقاء أنفُسِهم في التوراة كقوله (٧): ﴿ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ﴾ (٨). ﴿مِمَّا كَتَبَتْ﴾ أي من أجل

(١) قال السمين الحلبي: ما ذكره الفراء غريب جدًا وتجمع على ويلات، ومنه قول امرئ القيس:
ويومَ دَخَلْتُ الخدرَ خِدْرَ عنيزةٍ... فقالتْ: لكَ الويلاتُ إنك مرجلي
[الدر المصون (١/ ٤٥١)].
(٢) سعد بن مالك بن سنان أبو سعيد الخدري، الإمام المجاهد مفتي المدينة. استشهد أبوه مالك يوم أُحد، وشهد أبو سعيد الخندق وبيعة الرضوان، وحدَّث عن النبي - ﷺ - فأكثر وأطاب ولم يكن أحد من أحداث أصحاب النبي - ﷺ - أعلم من أبي سعيد. توفي سنة أربع وسبعين هجرية.
[الاستيعاب (٦٠٢)؛ تاريخ بغداد (١٨٠)؛ تاريخ الإِسلام (٣/ ٢٢٠)؛ البداية والنهاية (٩/ ٣)].
(٣) الحديث أخرجه الترمذي (٣١٦٤)، وأحمد (٣/ ٧٥)، وابن المبارك في "الزهد" (٣٣٤)، وفي المسند (١٣٤)، وعبد بن حميد (٩٢٤)، والطبراني (١٣٨٧)، وابن حبان (٧٤٦٧) والطبري في التفسير (١٠/ ٧٨)، وابن أبي حاتم في تفسيره (٧٩٨)، وأبو يعلى (١٣٨٣)، والحاكم (٢/ ٥٥١)، والبيهقي في البعث (٤٦٥، ٤٦٦) والحديث ضعيف ضعفه ابن كثير والألباني.
(٤) أبو عياض عمرو بن الأسود العنسي الكوفي، وقيل: اسمه قيس، وقيل: ميسرة، والأول أكثر كما قال ابن عبد البر. كان من فقهاء التابعين، روى عن جمع من الصحابة منهم عمر بن الخطاب وعبد الله بن مسعود وعبادة بن الصامت وغيرهم، وأجمعوا على أنه من العلماء الثقات. توفي في خلافة معاوية. [الاستغناء لابن عبد البر (٢/ ٨٥٩)؛ التاريخ الكبير للبخاري (٣/ ٣١٥)؛ السير (٤/ ٧٩)].
(٥) أما عن ابن عباس فلم أجده، وأما عن أبي عياض فرواه ابن جرير في تفسيره (٢/ ٣٧٨).
(٦) (به) جاءت في "ن": (بهم).
(٧) في "أ": (كقولك).
(٨) سورة التوبة: ٣٠.


الصفحة التالية
Icon