قال ابن عباس والحسَن وإبراهيم (١): خلقت من ضلع من أضلاع آدم. وفي الحديث: "إنّ المرأة خلقت من ضلع فإذا أردت أن تقيمها كسرتها وإن تركتها وفيها عوج استمتعت بها وفيها عوج" (٢). وروي أن الله ألقى النوم على آدم وخلق حواء (٣) من ضلعه اليسرى، فلما استيقظ قيل له: يا آدم ما هذه؟ قال: المرأة لأنها خلقت من المرء فقيل: ما اسمها؟ قال: حواء (٤)؛ لأنها خلقت من حيّ وليس من الحوّة واللقس، كما أن آدم ليس من الأدمة بل لأنّه من أديم الأرض، وإنما لم تخلق من مائه؛ لأنّ الماء يقتضي رحمًا يستقر فيها ولم يكن ثمة رحم وإنما تخلق من غيره لتكون شجنة منه فيكون إليها أميل وعليها أقبل وليكون هذا الجنس بعضهم من بعض.
﴿وَاتَّقُوا اللَّهَ﴾ للتكرار كما في قوله: ﴿فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ (١٩) ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ (٢٠)﴾ [المدثر: ١٩، ٢٠] وقوله: ﴿أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى (٣٤) ثُمَّ أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى (٣٥)﴾ [القيامة: ٣٤، ٣٥] وإنما عرّف نفسَه (٥) سبحانه وتعالى بالخلق والتساؤل به؛ لأنّ الخالق يستحق العبادة والمخلوق به يستحق التعظيم. و (الرقيب) (٦) دائم النظر على وجه التحفظ.
﴿وَآتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ﴾ نزلت في رجل من غطفان وكان لابن أخ له عنده مال، فلما بلغ امتنع عن رده، فشكا إلى النبي - ﷺ - فنزلت فرد عليه

(١) أما عن ابن عباس فرواه ابن أبي حاتم (٤٧١٨)، وابن المنذر (١٣٠٤)، والبيهقي في "الشعب" (٧٧٩٨).
وأما عن الحسن وإبراهيم فلم أجده.
(٢) البخاري (٣٣٣١)، ومسلم (١٤٦٨).
(٣) في "أ" "ب": (حوى).
(٤) رواه عن مجاهد ابن جرير (٦/ ٣٤١)، وابن المنذر (١٣٠٥)، وابن أبي حاتم (٤٧١٩)، وعزاه في الدر المنثور (٤/ ٢٠٩) ط. تركي لابن أبي شيبة وعبد بن حميد، وعزاه في زاد المسير (٢/ ٢) لابن عباس.
(٥) (نفسه) ليست في "أ".
(٦) (والرقيب) ليست في "ب".


الصفحة التالية
Icon