بعضهم أثنى على بعض، والتزكية وضعه بالعدالة وبأنّه زكي، و (الفتيل) الوسخ الذي ينفتل بين الإصبعين؛ عن ابن عباس (١). وقيل: الفتيل: في شق النواة، والنقير: النقطة على ظهر النواة، والقطمير: القشر (٢) الرقيق على ظاهر النواة (٣).
﴿انْظُرْ﴾ إنما أمرنا (٤) بالنظر للتعجب، وموضع التعجب شدة وقاحتهم وغاية جهلهم.
﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ﴾ نزلت في كعب بن الأشرف وحيي بن أخطب قدما مكة فأتتها قريش وقالوا: أنتم أهل كتاب وعلم أخبرونا عنا وعن محمد - عليه السلام - (٥)، قالا: ما أنتم وما محمد؟ قالوا: ديننا القديم ودينه الحديث؛ ونحن نسقي اللبن علي الماء ونصل الرحم ونسقي الحجيج ونفك العناة، ومحمد صُنبور (٦) قطع أرحامنا واتبعه سُرّاق الحجيج بنو غفار، فنحن أهدى أم هو أهدى (٧) وأصحابه؟ قالا: بل أنتم أهدى سبيلًا (٨)، وهما يعلمان أنهما يكذبان لا محالة لأنّهما كانا يريان (٩) محمدًا - عليه السلام - يوحّد ويذكر اسم الله (١٠) على الذبيحة ويتوضأ (١١) ويغتسل ويذكر الأنبياء بخير ويؤمن بهم ويأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى، وينهى عن

(١) ابن جرير (٧/ ١٣٠)، وابن المنذر (١٨٦٦)، وابن أبي حاتم (٥٤٣٤).
(٢) المثبت من الأصل، وفي البقية: (القش).
(٣) هو مروي عن ابن عباس كما في سعيد بن منصور (٦٥٠ - تفسير)، وابن المنذر (١٨٦١).
(٤) في "ي" "أ": (أمر).
(٥) (السلام) ليست في الأصل.
(٦) الصنبور: الرجل الفرد الضعيف لا أهل ولا عقب ولا ناصر له؛ أي أنه أبتر فإذا مات
انقطع ذكره [التاج "صنبر"].
(٧) (أهدى) من الأصل فقط.
(٨) رواه ابن أبي حاتم (٥٤٤٠)، والطبراني في الكبير (١١٦٤٥)، والبيهقي في "دلائل
النبوة" (٣/ ١٩٣)، وسنده صحيح وله شواهد.
(٩) في "ب": (يريدان).
(١٠) في "ب": (الله اسم).
(١١) كتبت في النسخ بعدة أشكال منها (ويتوضاء) (ويتوضى).


الصفحة التالية
Icon