كعب بن الأشرف وحيي بن أخطب عن ابن عباس (١)، وقال مجاهد وقتادة والسدي (٢): ﴿الطَّاغُوتِ﴾ هاهنا أبو بُردة الأسلمي الكاهن.
﴿وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ﴾ في صفة هؤلاء المنافقين أيضًا: روي أن يهوديًا ومنافقًا يسمى بشر اختصما فيما بينهما فقال اليهودي: بيننا أبو القاسم، فرافعه إلى النبي -عليه السلام- (٣) وكان الحق بيد اليهودي في تلك الخصومة فحكم على بشر المنافق، فلما خرجا من عنده لم يرض المنافق بذلك الحكم ورافع اليهودي إلى أبي بكر الصدِّيق فحكم لليهودي أيضًا فلم يرض المنافق بذلك ورافعه إلى عمر، فلما أتياه قال المنافق: حكم بيني وبينه رسول الله - ﷺ - وأبو بكر فلم أرض بحكمهما ورضيت بحكمك الساعة قال: رضيت بحكمي؟ قال: نعم، فدخل بيته ثم خرج شاهرًا سيفه وضرب رقبة المنافق (٤).
﴿مُصِيبَةٌ﴾ أحد شيئين: إما نزول ما يفضحهم من القرآن، وإما قتل عمر بشر المنافق. ﴿بِاللَّهِ﴾ يجوز أن يكون متصلًا بيحلفون على أنه محلوف به، ويجوز أن يكون حكايته حلفهم إذ الحلف في معنى القول ﴿إِنْ أَرَدْنَا﴾ ما أردنا بالتحاكم إلى غيرك ﴿إِلَّا إِحْسَانًا﴾ للأمر وتوفيقًا بين حكمك وحكم غيرك، ويحتمل ما أردنا بتوسط غيرك إلا الصلح دون مُر الحكم الذي هو من قضية الديانة والتسليم له.

(١) ورد عند ابن جرير (٧/ ١٩٣)، وابن أبي حاتم (٥٤٥٠، ٥٥٥٢) من طريق العوفي وفيه (كعب بن الأشرف فقط).
(٢) أما عن مجاهد فورد بالتلميح وليس بالتصريح في رواية لابن المنذر (١٩٤٦).
وأما عن قتادة فرواه الطبري (٧/ ١٩١).
وأما عن السدي فرواه الطبري (٧/ ١٩٢).
(٣) (السلام) ليست في "ي".
(٤) عزاه السيوطي في الدر (٤/ ٥١٨ - ٥١٩)، وابن حجر في العجاب (٢/ ٣٠٩)، وفي تخريج أحاديث الكشاف الزيلعي (١/ ٣٣٠) للثعلبي، وهو من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس، وهو ضعيف.


الصفحة التالية
Icon