الأنعام والمراد به المشبه ونحوها ﴿مُحِلِّي الصَّيْدِ﴾] (١) استثناء من حالِ المخاطبينَ تقديره غير محلين للصيد والواو في ﴿وَأَنْتُمْ﴾ للحالِ (٢) أيضًا. و (الصيد) اسم لما يصطاد والمراد هاهنا نعمَ الصيد أو كل ما يحل من الصيد في غير حالة الإحرام وإلا لما كان لتقييد الوصف بالإحرام فائدة. ﴿حُرُمٌ﴾ جمع إحرام (٣) قال الله تعالى: ﴿الشَّهْرُ الْحَرَامُ بِالشَّهْرِ الْحَرَامِ﴾ [البقرة: ١٩٤]، وقال: ﴿أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ﴾ [التوبة: ٣٦]. ﴿مَا يُرِيدُ﴾ تكون الإرادة بمعنى المشيئة فيدل على أنه ليس تحت حكم ولكنه متصرف على قضية مشيئة أو بمعنى المحبّة فيدل على أن الأحكام الشرعية كلها محبوبة مرضيّة محمودة.
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا﴾ نزلت في شريح بن ضبيعة بن شرحبيل أتى المدينة، وقال لرسول الله: إلى ما تدعو إليه؟ قال: "إلى (٤) شهادة أن لا إله إلا الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة"، قال: إن ما تدعو إليه حسَن، ولكن لي قومًا لا أقطع الأمر دونهم، فقال: "لقد دخل هذا بوجه كافر وخرج بعقبى غادر، وما هو بمسلم" فمرَّ على سرح المدينة فاستاقها، فلما كان العام المقبل خرج هذا الرجل حاجًا في حجاج بكر بن وائل فاستأذن المسلمون رسول الله في التعرض لهم فأنزل. وعن السدي وابن جريج أن اسم الرجل حُطم (٥). ﴿شَعَائِرَ اللَّهِ﴾ غير المعطوف عليه كالمواقيت التي لا
(٢) أي أن جملة "وأنتم حُرُم" مبتدأ وخبر في محل نصب على الحال وهي حال من ﴿مُحِلِّي الصَّيْدِ﴾ [المَائدة: ١] وهو اختيار الزمخشري والأقرب أنها حال من الضمير في "مُحلي" وهو اختيار مكي بن أبي طالب ورجحه السمين الحلبي. [الكشاف (١/ ٥٩١)، الدر المصون (٤/ ١٨٦)].
(٣) وقيل: "حُرُم" جمع حرام بمعنى مُحرِم، ومنه قول المخبل السعدي:
فقلت لها فيئي إليك فإنني | حَرَامٌ وإني بعد ذاك لبيبُ |
(٤) (إلى) ليست في "ب".
(٥) هذه رواية الواحدي في أسباب النزول (١٠٧) بدون سند. وقد ورد عن الحُطَمُ بن هند البكري والبعض يقول: (شريح بن ضبيعة بن شرحبيل) نفسه هو (الحُطَم...) وقد رواه ابن جرير (٨/ ٣١ - ٣٣).